ما أ ان ترتاح جمجمتي قليلاً من الانبعاثات المزعجة التي تصدر من الوسط الرياضي والشبابي حتى تدق الأيام خبراً مسمارياً في جمجمتي التي شابت من الداخل والخارج وصولاً الى ساحة الحمزة وكراج الامانة لم اعتد ان يهدأ بالي من هموم مزعجة تصدع الرأس سببها وزارة إعاقة الشباب والرياضة حتى اتفاجأ بكارثة جديدة ، هذه المرة سببت لي فطر بالجمجمة واختلال بالتوازن .
كعادتي أتواجد كل يوم جمعة في شارع المتنبي لألتقي بصديقي (ابو قصي الفتلاوي ) ، الذي استأنس كثيراً لحديثه الممتع في مقهى الشاهبندر لطالما نتبادل اطراف الحديث عن الرياضة والسياسة وهموم البلد ، وفي ذات يوم حدثني صديقي العزيز بعد اول رشفة شاي شربناها ، انه قبل شهر من الان حضر مجلس عزاء لأحد اصدقائه الرياضيين ولفت انتباهه شخص عرف حينها انه مدير عام العلاقات والاعلام في وزارة الشباب الذي بدء النشاط واضحاً عليه حين كان يطوف مجلس العزاء ذهاباً واياباً وفي يده دفتر صغير ظننت ان هذا الشخص يحمل دفتر (الواجب) ، ويسجل اسماء من يعطي (الفضل ) كما هو معتاد بين العشائر فأخرجت ورقة نقدية فئة عشرة الاف من جيبي وقلت له سجل ١٠ الاف بأسم بيت (ابو قصي الفتلاوي ( لكنه قال انا لست من اقارب المرحوم فقلت له اذن ما هذا الدفتر الذي بيدك قال انه لجمع هواتف الحضور ويكمل صديقي قائلاً : للاسف كنت ممن أعطى رقم هاتفه اليه وتحدثت مع نفسي وقلت يا لهذا المدير الهمام الذي يقوم بدور العلاقات العامة حتى في مجالس العزاء ، وبعد يومين تلقيت اتصالاً هاتفياً معسولاً من هذا المدير الهمام ( يبلغني فيه انه يود لقائي في بداية الاسبوع وأشرفه بحضوري لدائرته للتباحث في المواضيع والقضايا التي تهم الرياضة والرياضيين )، وذهبت الى لقائه وفوجئت بحفاوة الاستقبال والترحيب من الباب الى المحراب ولم ينقص استقبالي سوى حضور الجوق الموسيقي وسجادة حمراء وحرس شرف .
بدأ الحديث معه وطلب من مدير مكتبه ألا يدخل علينا احد حينها بدأ يتحدث عن انجازاته وبطولاته في سوح الوغى وميادين الرياضة حتى وصلت بطولاته الى سوق الغزل وسوق الشيوخ وسوق الصفافير ، ليتحول بالحديث من تأريخه وأنجازاته الى احلام وقصص من خيال مغامرات هاري بوتر قال انه سيحولها الى واقع ملموس بعد انتخابات مجلس النواب ، وانا العبد الفقير لم أنبس ببنت شفة فكان هذا المدير قصخون لا يضاهيه لا الفالي ولا المهاجر ولا حتى احمد الوائلي ( رحمه الله ) في بكائياته وبعد ان أنظم إلينا الملل والكآبة والصخونة في جلستنا و بعد ان نومني مغناطيسياً بقصصه ورواياته التي ليس لها أول ولا آخر ، ويضيف صديقي وانا أستمع اليه بانصات : طلبت من السيد المدير الهمام ان ( يدخل بالمفيد ) ويقول ماذا يريد مني فكان جوابه : انا اريد صوتك وصوت عائلتك والمقربون وابناء السبيل واليتامى لأنني مقبل على دخول المعترك الانتخابي لمجلس النواب …. قلت له الانجازات التي تحدثت عنها قبل قليل ونضالك الطويل في شارع النضال وأزقة وحارات البتاوين لا تحتاج معها الى الترويج عن نفسك فعملك وتاريخك يتكلم عنك على ما اعتقد ، عندها تأفف والحيرة والكوفة بانت على ملامحه والخجل حل ضيفاً ثقيلاً على وجنتيه المتوردتين عندها طلبت منه ان يدلني على الحمام لأعطيه مجالاً للرد ولكثر ما قدم لي من شاي ذهبت راكضاً الى الحمامات صدمت وانا ادخل حمامات دائرة والعلاقات والاعلام فكل حمامات (باب الشرجي والميدان وشيخ عمر وسينما أطلس ) تعتبر vip بالنسبة لحمام دائرة هذا المدير الهمام الذي يريد ان يصنع المجد للعراق والعروبة وهو لم يصنع حلاً لحمامه (الطافح ) ذو الريح الافح ذو الوسخ الجامح ذو اللون الكامخ !!! ، حينها تمتمت مع نفسي وقلت هذا شكد شريف المدير العام ، يريد ان يصلح حال الايتام والنساء في العراق والعالم وهو الذي عجز كما عجز عقله ورواياته بأقناعي على أنتخابه في ان يصلح مرحاض حمامه وهو يريد ان يعطر بغداد بالزهور وروائح الجوري وحَمام دائرته يذكرنا بمعسكرات الأعتقال في أوشفيتس بالحرب العالمية الثانية ، عندها غادرت المكان هرولة للشارع العام واوقفت باص صغير انطلق بي سائق الكيا (المحفحف) وبعد مرور ربع ساعة اتصل بي المدير الهمام (بياع الكلام) وقال (وين رحت ) اجبته ( اني رايح لحمام جامع الخلفاء بس اقضي حاجتي وارجعلك تكمل بطولاتك ) ، الى هنا انتهى كلام صديقي الذي سطرته لكم بأمانة لأعلق انا قائلاً شكد شريف هذا الهمام المدير العام ( اشرف من ليلى علوي ) ، سلاماً على بغداد صانعة المجد والحب والافراح ،وزغرطي يا انشراح اللي جاي اقوى من اللي راح. .
[email protected]