جرت العادة في المقالات التي تتناول الشأن السياسي التمهيد ومن ثم طرح النقاط مدار البحث ، لكني هنا اريد الخروج عن المألوف، لانه الوضع العراقي ، السياسي بوجه خاص خارج وبعيد عن المألوف، غير انني ارغب بعرض حالة غريبة ( وما اكثرها في عراقنا) حدثت صباح اليوم حالة تثير الاستغراب والسخرية مع الحزن والاسى الى الحالة التي وصل العراق اليها ، من الاستهتار والانحطاط وعلى كافة المستويات.
الحالة التي اريد عرضها بدأت صباح اليوم الثلاثاء 2/نيسان/2013 ، حيث خرجت من محل سكني قاصدا منطقة كرادة مريم في جانب الكرخ ، وحسب علمي ان الشوارع مزدحمة ومغلقة ، لذا اخذت احتياطاتي ، وهي كالتالي ، الامر الاول خرجت من منزلي الساعة السادسة والنصف لانني على علم ويقين انني بهذا الوقت (المبكر) يمكنني من الوصول الى وجهتي بحدود التاسعة او بعد التاسعة ، ليس بسبب طول المسافة ، بل لان السيطرات (الامنية) و مواكب المسؤولين (الشرفاء) تؤدي الى غلق الشوارع او على اقل تقدير تاخير الناس البسطاء (مو حرامية و برلمانيين او صماغ كبار في الدولة) ، لان هذه الشرائح هي الطبقة الاولى اجتماعيا وبقية الشعب لا شي بالنسبة اليهم ، الامر الثاني الذي اخذت احتياطه هو جلب كتاب ، إقراءه اثناء جلوسي في (الكيا) ولانني لا احبذ الدخول في النقاشات اليومية التي تحدث في الكيا ولا ارغب كذلك بمشاهدة المناظر (الجميلة) جدا والتي تنتشر في شوارع بغداد، لذا اطالع الكتاب الذي بحوزتي ، واستغل وقتي الطويل في الجلوس بقراءة شي ما ينفعني.
على اي حال خرجت وصعدت بالكيا واتجهت الكيا الى (الباب الشرقي) طبعا وصلت السيارة الى باب الشرقي بعد التاسعة بعشر دقائق، يعني الطريق اخذ وقت (ساعتين وما يقارب 40 دقيقة) ، المهم نزلت واخذت بالسير وصولا الى ساحة التحرير ، واذا ارى سيارات كثير جدا غصت بها الساحة والشوارع المحيطة بها، السعدون ، والخلاني، والمتجه الى جسر الجمهورية، حتى ان بعضهم قد اطفى سيارته وجلس في الشارع، في البداية لم استغرب الحالة، كون هذا الامر هو معتاد ، عندما يمر احد شرفاء العملية السياسية ، فان جميع الطرق تغلق والشوارع امام الشعب العراقي وبجميع اطيافه، ما عدا من انعمت عليهم ، من اصحاب الكراسي من الحرامية الشرفاء جدا جدا، المهم استمر مسيري باتجاه جسر الجمهورية، واذا بي اشاهد حالة اغرب وهي وقوف طوابير كبيرة وواسعة ، ليس من السيارات بل من الناس ، موظفين ، عمال، نساء ، اطفال، شيوخ ، شباب، خمنت في بالي ان هناك تظاهرة لاحد الاحزاب، وبدأت احلل في راسي ان سبب غلق الشوارع هو هذه الجموع ، مررت بهم وهم وقوف ، واتجهت الى الجانب الايسر من جسر الجمهورية ، للقادمين من باب الشرقي متجهين الى كرادة مريم، وبمجرد ان بدأت اصعد الجسر ، واذا بي افاجى بشي اغرب من الخيال ، وكأني في احدى افلام الاكشن او هوليود ، حتى اني توقعت ان ارنولد او فاندام سوف يظهر او حتى توم كروس ، حيث تقدمت نحوي اربع سيارات همر ، كانت مركونة على الرصيف المقابل ، وبدا يهرول نحوي ما يقارب ثلاثين مسلح ، مدججين بالسلاح، بنادق غريبة الشكل ، مسدسات سكاكين ، وهم يرتدون ملابس سوداء ، هذا بالاضافة الى الانضباطية والجنود والشرطة وحتى رجال المرور وهم ينادون قف …قف ( طبعا مع الشتائم والسب ومختلف الوان الكلام اللي يجي في بالكم) ، انا في البداية واصلت مسيري صعودا الى الجسر، لكني انظر اليهم، واذا باحدهم يسحب اقسام ويطلق عيارات بالهواء ، والكل ينظر اليه، انا بصراحة وقفت لا اعلم ماذا افعل ، انا عتقدت انهم يقصدون غيري، فاذا بهم يقصدوني انا، والتف حولي بما يقارب خمسين رجل مسلح والكل على ساحب اقسام وموجهين بنادقهم نحوي، (يابه شكو) قلت لهم ، اجابوني ( ابرك على رجلك……….وتعرفون الباقي من الغلط والسب)، اعدت عليهم سؤالي (يابه شكو شبيكم…شسويت) ، …..على العموم لا اطيل عليكم …بعد ان بركت على رجلي ، وبعد تفتيشي واخذ هويتي ، قالوا لي (انته اعمى، مو تدري ممنوع السير على الجانب الايسر من الجسر ، وممنوع العبور على الحجسر في هذا الوقت)، حلفت واقسمت لهم ليس لديه اي فكرة ، واقسمت لهم هذه اخر مرة امر فيها على جسر الجمورية، ولو يكولون امي تطلع من القبر، بعد ما افوت على الجسر ، واضفت لعنه على والديه اذا اجي منا بعد.
المهم رجعوني ووقفت حالي حال الناس الواقفين على الجانب الايمن، والكل يقول لي حمد لله على السلامة ، انكت بالك عمر جديد….
سالتهم …وقلت لهم …رحمة لوالديكم شكو…شنو الي صار …تعرفون شنو اجابوني، اليكم جوابهم :
هناك لواء بالاستخبارت العسكرية ، يخرج صباح كل يوم وفي هذا القوت ليعلب رياضة في ظهر مبنى وزارة الدفاع، ويقع الملعب على الجانب الايسر من جسر الجمهورية…. لذا على الجميع عدم المرور على الجسر …لحين ان يكمل الشريف رياضته
….عاش القائد …المناضل ….ابو عيون جرئية