يمثل الاتفاق الذي تم التوصل له بين امريكا (والدول الكبرى) من جهة ، وبين ايران من جهة اخرى ،حول البرنامج النووي العسكري الايراني ،نقطة تحول تاريخي في القرن الواحد والعشرين في منطقة الشرق الاوسط ،والاتفاق نص على السماح لايران بأمتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية فقط ،وايقاف اي نشاط نووي عسكري ايراني ،ويجعل من ايران دولة نووية تهدد العالم به وخاصة دول الخليج العربي ،مع موافقة ايران على السماح لمنظمة الطاقة الذرية العالمية ، تفتيش جميع المفاعلات النووية السرية منها والعلنية ،ووضعها تحت الرقابة الدولية ، هذا ما ترشح للعلن من بنود الاتفاق بين الدول الكبرى وايران ،حول برنامجها النووي العسكري المثير للجدل ،وقد اثار هذا الاتفاق على قلة المعلومات عن جوهر الاتفاق وبنوده السرية التي لم تعلنها الدول الكبرى ،الكثير من ردود الافعال بين مشكك ومنتقد كاسرائيل التي وصفت هذا الاتفاق بانه(خطأ تاريخي ) ،والذي سارع الرئيس اوباما بمهاتفة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين ناتنياهو وطمأنه بتفاصيل الاتفاق التي لم تعلنها امريكا والدول الكبرى لحساسيتها وخطورتها ،في حين وصفت بعض الدول الكبرى بانه( حدث تاريخي )مثل حكام طهران (روحاني وخامنئي )، فما بين الحدث التاريخي والخطأ التريخي بون شاسع لايراه الاخرون ،لان زاوية النظر هنا غير ثابتة ،فالخطأ التاريخي الذي اطلقته اسرائيل يعني لنا الكثير فهي تعنيه ،اي ان امنها قد تحقق الى الابد كما تريده امريكا بعد ان غزت العراق واخرجت جيشه من عملية التوازن الاستراتيجي العسكري في المنطقة ،وها هم الان يضمنون عدم تعرض ايران لها كما تدعي اعلاميا ،وتطبل وتزمر ويلهث حكامها ليل نهار بانهم سيمحون اسرئيل من الوجود ،بالرغم من تحالفهم الاستراتيجي عبر التاريخ ضد العرب ،وما تهديداتهم لبعضهم البعض الا للخداع والتضليل والدجل والتغول الايراني –الصهيوني المعروف ،فعبر التاريخ لم نقرأ ان حصلت حرب واقتتال بين اليهود والفرس،على العكس كانوا متحالفون ضد العرب في تدمير بابل وظهور اليهود كطابور خامي للفرس وهم من بقايا السبي البابلي في بابل ،وصولا الى غزو العراق ومشاركة ايران ادارة المجرم بوش المتصهين والذي اعلن بنفسه ان الحرب على العراق هي حرب دينية للبحث عن جوج ومأجوج في بابل (اي اتبع الخرافات التوراتية وخزعبلات بني صهيون وحاخاماتهم وان الرب قد امره بتدمير العراق )، وهذا لايخفى على احد والتعاون الصهيوني-الايراني التسليحي في الحرب الايرانية العراقية غير بعيد ،نعم كان الاتفاق بنظر اسرائيل خطأ تاريخي ،يعطي بعدا مزدوجا ،اي بمعنى ان الاتفاق هو ذر الرماد في العيون ،وتريدنا اسرائيل ان نصدق انه خطأ تاريخي كان يجب ان لايحصل ،وفي المقابل هو توقيع على تقاسم النفوذ في المنطقة بين اسرائيل وامريكا وايران ،ويكون الخاسر الاكبر هم العرب وانظمتهم المنشغلة في الصراعات الداخلية ،وهم بالاساس ضحية الاتفاق المشبوه هذا ،وهو حدث تاريخي يسجل انتصارا لحكام ايران على الشيطان الاكبر ،في حين ان الشيطان الاكبر هو شقيق محور الشر ومصدر الارهاب الدولي الى دول الجوار والعالم وتصديرالثورة الخمينية لاقامة الامبراطورية الفارسية الصفوية التوسعية ،وهو مشروعها الاوحد في المنطقة فكيف لايكون (حدثا تاريخيا لها ) ، لتنفيذ اجندتها الدينية وهي التشيع الصفوي والتمدد الصفوي في العالم ،اذن هو حدث تاريخي بامتياز لايران ،وهو خطأ تاريخي لاسرائيل بامتياز ،لانها تعرف ان العرب مصابون ب(عمى الالوان )،ولهذا لايرى الاخرون ما يخطط له اعداء العروبة والاسلام في قم وطهران وتل ابيب ،وهذا السيناريو لم يعد سريا ،لضعف العرب وقلة حيلتهم وانشغالهم بالحروب والاقتتال الداخلي الذي يسميه البعض للاسف ب(الربيع العربي ) ،فهل نعتبر ما جرى من اتفاق بين امريكا وايران خطأ تأريخي ام حدث تأريخي ،نعم هو حدث تاريخي لايران واسرائيل ، وخطأ تاريخي للعرب لانهم كالزوج المخدوع اخر من يعلم مع الاسف ……