تركتني سليمى , يا أبن عمي , جنازة
على فراش الوحدةِ
في ذروة النارِ , بلا سقف وظل
وشقّت بلسانها , صدري , فبرّحت
غدرالرمح بالغدرِ
وأنبتت كرهآ ,
أبياتآ من الشعر ,
تركتني لعلتي
وملّت عيادتي ,
سليمى التي سجّلتها ..
على مرأى الجبال
وحشد البشر , إمرأتي
فأيُّ فائدة تُرى ,
سوف تجنيه اليد ,
من قلبٍ سقيمٍ ..
يرى العذاب , بجرحينِ
ولا يرحم شدتي ؟
وهل أنا غير ما ترى
دمٌ ولحمٌ مرهون بجلدٍ,
وألحاظٍ تغضنت , وسنينِ ؟
فلتحسن سليمى بُعدها عني
وتحفظ هيبتي ,
أنا لست بين الحياة والموت , كما زعمت
لا أقوى على الحرب
وإن الدهرأزرى
بأضلاف خيلي ,
وأقربة صوارمي
لكن الذي خلبني منها , عهدٌ
غدا جبلآ من الكذبِ ,
وعينٌ جادت بهجرانِ ,
فلِمَ العبثُ , ياسليمى
وكنت الفارسة التي
ما سئمت عن ادنى حديث معي , وأقلعتْ
عن هودج الحب ,
فلِمَ دسستِ عقرب الحقد
في مضجعي ,
وأي عدالةٍ , يامحدثي , أحققها
وقد تجاهلت بالظلم , عدالتي
ولترحم الدهرَ ..
الذي أمضيتهُ
فلا أظن مِثله يأتي , ويالهفي
فقد استهلّ بعهد الحب
وأنتهى بهوانِ صبيتي ,
فتحنني ياسليمى , عليهما
بعهد الأمومة من بعدي ,
وصوني عِنان طفولتهم
إنهم ورثوا البؤسَ
من علة الكبرِ
وهجر ذوي الجهالةِ ,
كوني لطيفة بهما
وأرحمي إختفائي
وعطف أبوتي ..
وأكرميهم بأي حرف من الحب
وإن شححتِ به معي ونقضتِ ,
ولا تقطبي الوجه
مثلما بي قطبتِ , ولا تعنفي
بعثرات اللسانِ
مثلما ضجّ بالأمس عني ,
وكنت للشيطان , قرينة , بلا ودِ
ونامي هنيئة العين
على الديباج والوردِ
بما أكتنزتِ في وجودي
من ذُهيباتٍ ترسفين فيها ,
الى اللحدِ ,
وتذكري كل شِعرٍ جميل تركتهُ
وكل إهمالٍ لذاتي تركتِ ,
وتذكري إن الظلمَ , ياسليمى
حرامٌ وجنوح لايدوم
وتعدٍّ على الحدود
مهما بلغتِ العلا , بالحرب
أوأنهزمتِ .