كنت ارتدي الاسود من باب الاناقة, واليوم اصبحت ارتديه:” على ضمائر قد ماتت ” في وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه.
من امثال العرب “كفى بالمرء خيانة…ان يكون أمينا للخونة “
فالخيانة هي ان يؤتمن المرء على شيء فلا يؤدي الامانة فيه, ولذلك قال احد الشعراء فيها :
اذا انت حملت الخؤون امانة……….فانك اسندتها شر مسند
هل قرأتم يامعشر القراء الفرق بين الخائن والامين , بين من يخون وطنه وبلاده , وبين من يخلص لوطنه ويفي بالعهد, اطلع على ما قاله ابن الرومي : ياارض ابلعيني, لن استطيع ان اعيش فوقك, واخدعك واخونك .
وهناك عشرات الخونة اللذين باعوا العراق وسلموه لقمة سهلة لافواه “عصابات مارقة كافرة تدعى وتسمى ” داعش ” ولا قضاء ولا محاكم عادلة تضرب القصاص العادل فيهم سوى لجان مسيسة فاشلة لا حول لها ولا قوة تستمر الافادات فيها لاشهر بل لسنين…وهل سمعتم على مر التاريخ ان محاكمة المجرمين والخونة تخضع لتصويت… كان الخائن والمجرم يعدم بارض المعركة قصاصا لفعله الخياني.
ولي وطن آليت ان لا ابيعه
وان لا ارى غيري له الدهر مالكا
غمرت به شرخ الشباب بصحبة
قوم اصبحوا في ظلالكا
اذ ذكروا اوطانهم ذكرتهم
وهذا مثل شعري فصيح شائع الضرب:
بلادي وان جارت علي عزيزة………اهلي وان شحوا علي كرام
ويقول الكاظمي: ومن لم تكن اوطانه مفخرا له ……فليس له في موطن المجد مفخر
وكما قالوا: (خائن الوطن من يكون سببا في خطوة يخطوها العدو في ارض الوطن ).
وعلى سبيل الطرح,في احدى المعارك التي خاضها نابليون ضد النمسا…تقدم من نابليون ضابط نمساوي واعطاه معلومات هامة جدا كانت لها الدور الكبير في انتصار جيش نابليون ضد النمسا, ولما جاء الخائن الى قصر نابليون ليتقاضى الثمن ,رمى له نابليون صرة من الذهب على الارض, فقال النمساوي: ولكني اريد ان احظى بمصافحة يد الامبراطور..فاجابه نابليون, هذا الذهب لامثالك…”اما يدي لا تصافح رجل يخون بلاده “.
نعم هذا ما يستحقه الخونة رغم ما يقدموه ,فانهم لا انتماء لهم,
وفي المثل اللاتيني”يحتقر الخونة من يأجرهم” ولا تثق في الخونة لو ايقنت من ولائهم لك.
ان بعض السياسيين في العراق الجريح لا قيم ولا اخلاق تحكمهم…باعوا وطنهم واهلهم بحفنة من الدولارات او بكرسي زائل , واصبح كل همهم ان يستمر الموت والدمار وان تتمدد الكراهية وتزداد بين ابناء الوطن الواحد,لا يهمهم موت الابرياء ولا جوعهم او مرضهم ولا يعنيهم تشرد الملايين طالما هم بعيدون عن دائرة الخطر وتجدهم قابعين كاهل الكهف ولكنهم في” كهف” الخضراء ,وآخرين في عمان او اربيل او في فنادق خمس نجوم , يرسلوا كلماتهم المسمومة امام الكامرات, يتحالفوا مع الشيطان, وكل همهم ان يستمر الحريق والموت فهكذا يعيشون.
خيانة الوطن جريمة كبرى لا ينساها التاريخ وان نساها القضاء في العراق ,وستظل وصمة عار تلاحق الخونة اينما حلوا وباي ارض سكنوا.
واذا كنا نلبس السواد ونقيم الحداد على وطن خانه اغلب السياسيين واذا كنا لا نعترف بهذه الاحزاب التي مزقت العراق وجعلته هش البنيان منخورا بالخونة والفاسدين فعلينا ان نكون احزابا جديدة غير هذه الاحزاب, وبعد ذلك نستطيع ان نكون برلمانا وطنيا, وكذلك نستطيع ان نؤلف وزارة من صميم الشعب……!!!