10 أبريل، 2024 5:25 م
Search
Close this search box.

حج الحرامية .. وأرث قديم

Facebook
Twitter
LinkedIn

مع حلول موسم الحج يحجز رؤوس الفساد مقاعدهم بمنتهى السهولة, لأداء تلك الفريضة المقدسة, والغريب في الأمر أن نفس الأسماء تتكرر لمدة 13 عاما, منذ عام 2003 ولغاية اليوم! هجرة نحو بيت الرب, بعد أن طغوا وعاثوا في الأرض فسادا وعصوا الخالق, من حيث أمرهم بالطاعة, وضربوا مبادئ الدين الحنيف عرض الحائط.

بعد أن يسرق السياسي للمرة الأولى آنذاك لم يكن أمره قد أفتضح بعد, فالبداية سرقة صغيرة, وعملية سريعة, نظيفة لم تترك أثراً, وربما لأن الرب لم يرفع عنه ستره بعد.

في المرة الثانية يتضاعف حجم السرقات, وتبدأ الأخبار تتسرب للأعلام, مع تكرار الصفقات المشبوهة والمفاوضات والكومشنات يفتضح أمر السياسي, ويتحول الى لص محترف, ذاع صيته وأزكمت رائحته الأنوف, ويشار له بالبنان, ورغم ذلك يصر على أداء فريضة الحج في كل عام, رغم أنه أصبح وبشكل رسمي ( حرامي) , مع سبق الإصرار والترصد

يصبح حج المسؤول الحرامي مثيرا للأستغراب, ويفتح أبواب الأسئلة أمام الناس ترى ما الذي يدفع هذا وأمثاله للحج؟ وهل يخدع (الحرامية) أنفسهم أم يضحكون على عقول الآخرين؟ أم أن السياسي الحرامي يعاني من أنفصام في الشخصية؟

عندما يرجع الناس بالذاكرة قليلا الى الوراء سيجد الناس أجابات وافية, عن هذه الأسئلة عند قراءة سيرة الطغاة, فصفحات التاريخ تعج بقصص حكام قتلة, لم يفوتوا على أنفسهم فرض حج واحد! رغم أن أيديهم ملطخة بدماء الأبرياء, كأمثال يزيد والحجاج, وهارون العباسي والوليد, مرورا بالتاريخ الحديث, وسيرة صناع الحروب الدموية في العالم العربي, ممن يؤدون تلك الفريضة المقدسة.

النظام السابق وساسة العراق في الوقت الحالي, والسباق على الحج, وصورة القائد الذي يطوف حول بيت الرب, مثله كمثل من سبقه من الحكام, على مدى التاريخ يؤدون الحج ليس من باب طاعة الرب, أو طلبا للمغفرة, بل كنوع من الوجاهة!

نعم فالحج لدى هؤلاء ليس أكثر من مجرد مظهر ترفي, يضاف الى مغامرات الصيد والسهرات, والحفلات وأقامة الولائم, ربما يظن بعض الناس أن هؤلاء يقصدون بيت الرب طلبا للمغفرة, ليكفروا عن ذنوب أرتكبوها, على مدار العام, والحقيقة أن المغفرة لمن يعلن التوبة, فما الفائدة من رحلة لطلب المغفرة, سرعان ما يعود صاحبها العن من ذي قبل. بين أكل السحت والصفقات المشبوهة, وسحق الضعيف وأعانة الظالم, وصراع محموم على السلطة, وصناعة الموت في دهاليز السياسية المظلمة.

شعب مظلوم, يحج حاكميه في كل عام, حتى أنهم يصرون على سرقة مقاعد الحج من العامة, لا لشيء سوى لألتقاط الصور, وأستقبال التهاني من الحاشية, بعد عودة القائد( المصخم) الذي يظن نفسه ملهما من الحج, الذي لا يمت للبر بصلة, فأي وجه من وجوه البر في حج سياسي يطوف حول البيت, والأرامل تبحث في أكوام النفايات عن لقمة عيش؟ بينما يـبحث جرحى الحشد الشعبي عن أبسط مستلزمات العلاج ويهاجر الشباب على زوارق الموت, هربا من البطالة والفقر!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب