23 ديسمبر، 2024 3:46 م

حجي عبوب اليك الفرق بين بغداد ودبي .

حجي عبوب اليك الفرق بين بغداد ودبي .

أود أن أقول لك يا حجي عبوب أني شاهدت عدة فروق في زياتي الى دبي بين طريقة الحياة في بغداد وطريقة الحياة في دبي بدءاً من المطار ففي مطار دبي تدخل المطار وتذهب الى الموظف الذي يأخذ بصمة العين ومن ثم تأشيرة الدخول وتخرج من المطار .أما في بغداد فيجب أن تنزل في الكراج الذي يسبق المطار بغداد بما يقارب كليو متر أو أثنين ثم تركب في سيارات وزراة النقل وتدفع مبلغ عشرة الاف دينار بدون سبب ومن المفروض أن تتكفل الوزرة بنقل الناس مجاناً. المهم قبل أن تصل للمطار هنالك أربع سيطرات تفتيش بعد عبور الكراج الذي يسبق المطار وأحدهما يجب أن تترجل من السيارة وتفتح حقائبك لكي يتم تفتيشها وعندما تصل الى بوابة دخول المطار يتم تفتيشك وتفتيش الحقائب عن طريق الكلاب البوليسية ، ربما تتلقى بعض الأسئلة السخيفة من قبل موظف الجواز كما حصل معي .

الشوارع في دبي ياحجي عبوب نظيفة وسليمة وبعض الأرصفة مطعمة بالمرمر وخالية من الأوساخ وهنالك حاويات للقمامة وحاويات لأعادة التدوير وحاويات للملابس والأحذية التي تذهب فيما بعد كمساعدات . أما في بغداد الشوراع مليئة بالحفر والقمامة على اﻷرصفة وفي الساحات الخالية من البناء وفي الجزرات الوسطية .

في دبي عندما تريد عبور الشارع تذهب الى المنطقة المخصصة للعبور المشاة وتضغط على زر العبور وتتوقف السيارات وتعبر . أما في بغداد تعبر الشارع من أي مكان وأنت تركض وتلتفت يميناً وشمالاً حتى لو كان الشارع بأتجاه واحد لأن السيارات بعضها يسير عكس اتجاه السير.

في دبي عندما تشتري شيئا وتعطي المال للبائع يقول لك شكرا سيدي .أما في بغداد فأما أن ينفخ في وجهك البائع أو يقول لك بدل لي هذه الورقة النقدية لأنها ربما تكون مزورة أو ممزقة .أسعار السلع في دبي موحدة تقريبا ومحمية من قبل جمعية حماية المستهلك والطعام والخضار في المطاعم لا يمضي عليه الليل لأنه يجب أن يرمى خوفا من التسمم . أما في بغداد فالأسعار مختلفة والبعض منتهي الصلاحية ومع هذا يباع دون حساب وليس هنالك جمعية حماية المستهلك .

الشرطي في دبي لايحمل سوا العصا الكهربائية والرذاذ الحارق للعين لأن البعض ينزعج من منظر السلاح . الشرطي في بغداد يحمل سكينا ومسدس وسلاح هجومي (الكلانشيكوف) ويرتدي الخوذة والدرع الواقي من الرصاص ويقف بالقرب من سيارة عسكرية تحمل فوقها سلاح الأحادية التي لاتستمل الا في الجبهات والحروب .

معدل الأزدحام في دبي 30 ثانية ثم تسير السيارات لكن لايجب أن تسير أكثر من مئة كليو متر بالساعة وأذا ما تخطت السرعة المسموحة لها فسوف يلتقطك الردار المنصوب بالشوارع وترسل لك دائرة المرور رسالة نصية على هاتفك المحمول بالغرامة التي فرضت عليك ، وطبعا لاوجود للسيطرات في أي شارع ولاحتى بين المدن عند دخول الشارقة مثلاً .أما في بغداد فهنالك سيطرات كل 200 متر ولا توجد أصلاً أشارات مرور ومعدل الأزدحام أحياناً يصل الى ساعة ولايوجد قانونين للسرعة فهنالك من يقود بسرعة عالية وهنالك أطفال لايتعدى أعمارهم الثانية والثالثة عشر من العمر ويقودون سيارات وباصات نقل .

سيارات الأجرة يا حجي عبوب في دبي والأمارات عموماً تنتظم في خمس شركات وتعمل تحت قوانين والوان محددة لكل شركة لون وسائق التكسي لايرفض أن يوصلك الى أي مكان طالما أن العداد يعمل وعندما تصل يعطيك الفاتورة وأذا ما فقدت شيئاً تتصل على الارقام الموجودة بالفاتورة ويعيدو لك ما فقدت. أما في بغداد سيارات الأجرة فهي بدون قوانين وتتعدد الونها وتعمل وفق مزاج السائق ووفق التسعيرة التي يفرضها عليك وأذا ما فقدت شيئاً فقد ضاع الى الأبد .

في دبي توجد عشرات الحدائق العامة والمتنزهات وعشرات المولات والسينمات والمطاعم ومدن الملاهي والالعاب وأماكن الترفيه . أما في بغداد فهنالك متنزه الزوراء فقط يتجه اليه ثمانية مليون عراقي عدد سكان بغداد في المناسبات والاعياد والعطل وهنالك مول واحد فتح قبل مدة قليلة مول المنصور ولاتوجد أي سينمات ماعدا الاربع الموجودة في موال المنصور ، وتتجمع جميع المطاعم الجيدة في منطقتين فقط الكرادة والمنصور .

في دبي الأبنية منتظمة سواء كانت منازل أو ناطحات سحاب أو عمارات . في بغداد أكثر من ستين بالمائة من مساحتها عشوائيات وبيوت صفيح وناس تنام تحت الجسور وعلى الرصيف .

لم أرى في دبي أي متسول .في بغداد في كل سوق شعبي وفي كل ساحة وعند كل تقاطع عشرات المتسولين .

لم تنقطع الكهرباء ولو لثانية واحدة ولم أسمع صوت المولادات . في بغداد تأتي الكهرباء ساعتين وتنقطع أربعة وربما أكثر وأصوات المولدات وتلوثها البيئي يقتل المدينة .لم ينقطع الماء في دبي حتى وأن كان غير صالح للشرب .في بغداد هنالك الكثير من المناطق لا يصلها الماء أصلاً.

أتفق معك حجي عبوب أن كل شيء مقابل المال في دبي ، لكني أدفع المال ايظا في بغداد .لأننا ندفع لأصحاب المولادات لتوفير الكهرباء وندفع لشراء الماء المعدني لان ماء الاسالة أصبح غير قابل للشرب . على الاقل أدفع المال في دبي حتى ارتاح .لكن في بغداد أدفع المال وأنا اتعذب .

واتفق معك ياحجي عبوب بأن بغداد تملك تاريخ حضاري واسلامي يمتد لمئات السنين في حين أن دبي لايتعدى عمرها الأربعين عام ، لكن التاريخ بما ينفع أهالي العشوائيات الذي ليس لديهم ماء وكهرباء وبما ينفع الاف من المتسولين والمشردين الذين لايجدون طعام يومهم .