أمام منعطفات خطيرة، وحادة بحضورها الإنساني، ومظاهرات مفخخة بالألم، نكاد نجزم بأن الأشجار لا تغادر جذورها، حتى لو ودعنا نعوشاً جديدة من الأحرار، في ساحات الجهاد والشرف، فالفرق كبير جداً بين تأريخ السلطة، وتأريخ المهمشين، الذين يسكنون الصفائح، وبين من يقطنون المنطقة الخضراء، ولأن المسافة شاسعة بين المنطقتين.
لقد خرج البسطاء من خوفهم، وجمعوا مواطن قوتهم، وأطلقوها في ساحة التحرير، نحن نؤيد إصلاحاتك يا رئيس!
الربيع المقبل للعملية السياسية، التي بدأت بعد مظاهرات الشرفاء، لمحاسبة الفاسدين، يجب أن تكون متعطشة لإجراء الإصلاح، وتغيير الواقع فحاضرنا يستشعر معنى، أن تهمش مطالب القلم بالمحاكمة العادلة، وتطلق البنادق رصاصها بوجه الأعداء، ونشطب من العراق قائمة الخونة السوداء، لأصعب حقبة تأريخية، وأشدها فتكاً وعنفاً، وتدميراً وتطرفاً، لذا فالعناية القصوى بتوصيات المرجعية، وتحقيق المطالب هو نقطة الإنتصار الكبرى، لقيادة الحياة في عراق ما بعد التغيير!
رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي، مطالب بالجرأة والشجاعة، في إتخاذ القرارات، التي من شأنها إصلاح ما أعطبته، حكومات الفشل والفساد، وصناعة القرار السياسي الناجع للمواجهة، وتأديب كل من يحاول الإلتفاف على ثورة التغيير، التي صنعتها رؤية المرجعية، ووقفة المتظاهرين في عموم محافظاتنا العزيزة، فلقد تعلم العراقيون الفرق، بين السلطان والحاكم، والملك والقائد، والطاغية الذي وضع نفسه في صندوق الأخطاء، لذا سيحاكم وبقوة!
مهمة العطاء، قد تكون حرجة وخطرة في نفس الوقت، وقد تبدو كالحراثة في البحر، والزراعة في المحيط، لأن الفاسدين لا يرتضون لعصورهم المليارية، في أن تنتهي بشتى الوسائل، ويجعلون حياتنا بلا إرث ولا مستقبل، فالخيوط الحزينة تنسج ألمها من دماء الشباب، فلا يموتون أبداً، وإنما يموت السارقون.
لحظات الفرح العراقي ستدوم، إذا ما حققة الحكومة المطلوب، لكن المتظاهرين في خضم هذه الإنتكاسات، لا يعرفون سوى المحاكمة، وتحقيق المطالب، فهم مستمرون بالتأييد والتأديب!
حجي ضمد بائع ليف، منذ أكثر من عشرين سنة، يقول: أنا أشرف من معظم الساسة، لأني أكسب قوتي بعرق جبيني، ولا أسرق المال العام، وعليه فواجب رئيس الوزراء، أن يحترم جميع أبناء العراق، ومن ضمنهم حجي ضمد، علماً بأنه يرسل بين الفينة والأخرى، كميات من الليف يصنعها بنفسه للحشد الشعبي، مردداً بصوت حزين: هذا كل ما عندي لأقدمه لأولادي، وسأخرج الجمعة القادمة في المظاهرات!
ختاماً: نحن نريد أن يكون حجي ضمد نائباً لرئيس الوزراء لأنه أشرف من ساسة المنطقة الخضراء.