23 ديسمبر، 2024 10:24 ص

حجي حميد هامش في الاعلى

حجي حميد هامش في الاعلى

“نحن العرب لانكتشف الانقياء الا بعد وفاتهم “في نهاية2014 جاء “حجي حميد عكاب” إلى العراقية ليشغل فيها منصب مدير العراقية نيوز أو هكذا قيل،كنت وقتها اشغل مدير تحرير المركز الخبري الذي حُل في نهاية عام 2015. في البداية وكعادة اي عراقي يتخوف من الجديد وبصراحة أكثر كنت متخوفا ايضا على موقعي وظهر انزعاجي من دخول حميد عكاب إلى العراقية ومن اقتحامه هيئة تحرير الشبكة بهذه السرعة لاسيما بعد ربط المركز الخبري بالعراقية نيوز.
سألت عنه الكثير؟ والحقيقة التي لايعرفها القراء أنه في المجتمع الصحفي العراقي نادرا مايمتدح صحفي آخر في غيابه على الرغم من كثرة الابتسامات فيما بينهم ، فنحن مجتمع يغلب عليه الخداع والمكر والاكاذيب ورمي التهم والنفاق والتسقيط فيما بننا ونكران “الملح”، لكن آلامر اختلف مع حجي حميد، لم يذمه أحد من الذين سألتهم على الرغم من اختلاف اجناسهم ومذاهبهم وقومياتهم وتوجهاتهم السياسية الجميع يمتدحونه : ياللهي هل جاءنا نبي وانا لااعرف.
بعد مرور ايام من دخوله العراقية ألتقيت بحميد عكاب بعد أن ذابت كثرة اسئلتي تخوفي من الرجل ولاسيما بعد أن عرفت أنه يحب العمل مع الصحفيين الشباب وكأنه يعرف أنني متخوف من دخوله المفاجئ ليصبح مديري المباشر على حين غرة. بدد مخاوفي وقال جملة ترن في ذهني دائماً : ياجعفر المستقبل لكم في هذا المكان وانا راحل؟
لم اتخيل يوميا أن يقترب حميد إلى قلبي ليعتلي منصة الاصدقاء الاوفياء، لم يكن حميد منافقا ولا كذابا ولامتلونا ولا يبديك من الكلام المعسول ويخفي عليك الكلام الخبيت، لايحب الاستماع إلى المنافقين والمنافقات كان يحترم عمره ويفكر في الجملة كثيرا قبل أن ينطقها حتى لاتجرح الاخرين،كان زاهدا بموقعه في العراقية وكذلك مخلصا في عمله ، كان يردد حديثا هادئا صفته المهنية، نعم أنا مقصر معه كثيرا واشعر بذلك التقصير، اتذكر انني التقيته في مجلس عزاء فقال معاتبا لانني لم أسال عليه عندما خرج من العراقية ولم اذكره باتصال وهو مبتسماً : جعفوري هانت عليك العشرة!. اليوم، وأنا اشعر بالندم لانني لم اكن وفيا ولامخلصاً مع حميد عكاب الذي لم اصدق نبأ وفاته بحادث سير حتى الان على الرغم أن اخي جعفر العائدي نشر صورته وهو ملفوف بالكفن وبقرب القبر أو الذي كان يسميه المنزل الاخير.
أقول لروحه الكبيرة: قلوبنا تماثيل حجرية ، مشاعرنا صورية، نبتسم كذبا وترفا، نرثيك ندماً،هل تسمع ندمنا ونحن نذرف الدموع وانت في منفى الموت المفجع وأخيرا : هل تقبل اعتذاري …انا اسف ياحجي حميد لانني لم اسأل عنك في حياتك ولم اكلف نفسي السؤال عن حالك وارثيتك في مماتك كأي عربي يحمل عقلية المؤامرة ..أنا اسف ياحجي حميد وأعتذر واقبل تراب قبرك ايها النقي ..نم قرب علي الانسانية مع الاطهار والشهداء قرير العين مبتسم الوجه مرتاح الضمير ، فهذا ليس زمانك ولازمان الانقياء!