18 ديسمبر، 2024 6:04 م

حجي حمزة بطل مسلسل الفندق

حجي حمزة بطل مسلسل الفندق

شتم الشاتمون حامد المالكي لانه كتب سيناريو مسلسل الفندق واتهموه بمحاولة الإساءة لطبيعة المجتمع العراقي ” المحافظ ” وهاهو الواقع الحي يكشف بالصوت والصورة طبيعة الملاهي وصالات القمار والإتجار بالنساء التي يديرها حجي حمزة !
نحن بأمس الحاجة الى الكتابة الشجاعة التي لاتجامل احدا مهما علا شأنه ؛ والكتاب الشجعان هم من يصنعوا التغيير وياسهموا في تصحيح مسار مجريات الاوضاع المنحرفة التي تتعرض لها المجتمعات لكن هذا يتطلب جهدا نضاليا قد يصل الى الاعدام او القتل او التشويه ونحن لحد الان لم نحصل على مثل تلك العينة من الكتاب
نحن اليوم امام كتاب كل همهم الشاغل هو كيفية إرضاء مجموعات كبيرة من الناس كي لايبخلوا عليهم في التعليق والاعجاب والمشاركة ؛ لاأحد يأخذ على عاتقه تحمل الصعاب والشتائم من اجل قول كلمة الحق التي تغيظ القسم الاكبر من السائرين بالبلد نحو الخراب
ظلت أحداث مسلسل الفندق تدور حول شخصية متنفذة لااحد يستطيع محاسبتها لانها محمية من جهات متنفذة ! وان كل ماهو موجود في الشارع من متجولين وتجار مخدرات واعضاء بشرية ومراكز مساج وغيرها هم تابعون الى تلك الشخصية المجهولة ؛ لم نصبر طويلا لمعرفة من هي هذه الشخصية حتى سارعت وسائل الاعلام لتخبرنا بالقاء القبض على ” حجي حمزة ” متهمة اياه بممارسة كل ماطرح في مسلسل الفندق وتلجم كل الاراء التي دافعت عن حرمة التعرض للممارسات المجتمعة الخاطئة
لايوجد مجتمع معصوم من الأخطاء وحتى أكثر المجتمعات تحضرا تحصل فيها حالات منحرفة وجرائم مختلفة لكن القانون القوي يحول دون إنتشارها ؛ إضافة الى دور الدراما والروايات والقصص ؛ فالأدب بشكل عام يركز ويعالج هذه الاخطاء ويساهم في الحد منها ويحظى ادباء النقد والتشخيص بإهتمام كبير من قبل السلطات المحترمة التي تعمل لصالح شعوبها أما السلطات الوحشية التي لايهمها مصير الشعوب فتعمل بالعكس من ذلك فهي تحارب كل من يعمل بمجال النقد والادب الطامح لتغيير الأوضاع نحو الإيجاب ونحن الان نفتقر الى الاثنين معا فلا يوجد عندنا قانون قوي ولادراما قوية ومدعومة
نحن نعيش الان في ظل حكومة تدعي انها ” إسلامية ” لكننا للاسف نصاب بانحلال خلقي كارثي إبتداء من تناول الخمور بصورة علنية في الشوارع مرورا بالتسكع الشبابي وممارسات التقليد الغربي البعيد كل البعد عما تربت عليه الاجيال العراقية وانتهاء بصالات القمار ومراكز المساج وبيوت الدعارة وانتشار المخدرات والحبل على الجرار ؛ مامن عادة سيئة الا وشاعت في عصرنا الاسلامي فكيف اذا كنا في ظل حكومة علمانية ؟
مايطرح في وسائل التواصل الاجتماعي من أفكار هي عبارة عن جنين مشوه وهجين فتارة نطالب بالدولة العلمانية وتارة نطالب بالدولة العلمانية وكلا الدولتين غير قادرتين على معالجة مانعيشه اليوم من مأساة حقيقية ! نحن أبرع شعب في الأزدواجية واللاوضوح فنرى أكثر العلمانيين علمانية يمارس طقوسا دينية وضغوطا جهنمية على عائلته ! وأشد الإسلاميين تطرفا يمارس أعمالا غير أخلاقية لا تتناسب مع الدين ولاتمت له باية صلة ومادام هذا الازدواج موجودا فلايمكن أن نشهد تطورا مجتمعيا على المستوى القريب .