17 نوفمبر، 2024 9:56 م
Search
Close this search box.

حجم الصراع السياسي في العراق

حجم الصراع السياسي في العراق

منذ سقوط الصنم الدكتاتوري وحكومته في العراق سنة 2003 أصبح العراق في خضم تجربة جديدة وكبيرة في حاضره السياسي, حيث صار البلد ملاذ امن لأحزاب كبيرة وكثيرة كانت تتخذ من المهجر انطلاقا لها في مقارعة النظام الصدامي البعثي , حيث سلكت طريق الصراع السياسي مع بعضها بعد دخولها ارض العراق , للوصول الى هرم السلطة وحسب اعتقادنا أن مسالة الصراع السياسي بين الأحزاب السياسية في البلد الواحد في ظل اختلافه القومي والعرقي والديني ليست بالمسالة الهينة أو البسيطة بل تحتاج الى جهد كبير ومضاعف وقد يصل الأمر أحيانا الى الاقتتال أو التصفيات الفردية وعلى أعلي المستويات .
ونحن في العراق نعيش في تلك الفترة اخطر أنواع الاقتتال الحزبي والطائفي وعلى نطاق واسع جدا ليشمل اكبر الشخصيات الحزبية الحاكمة ومن ينتظر دوره لكي يحكم .
قبل خمس أو ستة سنوات تحديدا في سنوات الاقتتال الطائفي ألمناطقي والتي اشتدت بين أبناء الوطن الواحد كان سببها بعض الأحزاب السياسية بسبب تشنجهم وطموحهم الى الوصول الى الحكم , فكان من يدفع الثمن هو الفرد العراقي الذي يتبع توجهات هذا الحزب أو ذاك بسبب عدم إدراكه ومعرفة تلك الأحزاب على حقيقتها الرامية الى الحصول على كل شي من وطن وشعب وثروة على حساب المواطن نفسه .
لكن بعد مرور تلك السنين العجاف التي سلبت أرواح كثيرة وهدمت البنية التحتية للبلد أدرك المواطن العراقي أن تلك الأحزاب لا تختلف عن المحتل الأمريكي بشي سواء أنها تتحدث لغتنا العربية بطلاقة ولكنها تحمل الأجندات نفسها الرامية إلى الحصول على مكتسبات كثيرة من ثروات العراق الهائلة .
قبل أيام حدث انفجار كبير داخل المنطقة المحصنة أو ما تسمى (بالمنطقة الخضراء) وقد تناقلت وسائل الأعلام الخبر وأصبح موضع اهتمام واسع لانه مختلف تماما عن كل التفجيرات السابقة من حيث الموقع والطريقة , يؤكد بعض المحللون ان التفجير كان مدبر له ومخطط قبل فترة من يوم حدوثه والمستهدف به هو أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي والبعض الأخر يقول أن المستهدف الحقيقي هو نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي وهناك السنة أعتقد أنها على اطلاع تام بما حدث في المنطقة الخضراء تقول بان كلا الاسمين هما المستهدفان في الانفجار وهنا أصبح الوضع اخطر وأصعب وما زالت التحقيقات جارية في معرفة من هو المستهدف ومن هو الهادف إلى خطف احد رموزنا الوطنيين .
في حقيقة الأمر أن الموقف جدا حساس ويحتاج إلى وقفة لمعرفة تداعيات هذا الانفجار , حيث نرى أن رئيس مجلس النواب لا ينسجم سياسيا مع دولة رئيس الوزراء بسبب المحاصصة والتراضي السياسي القائم في هذا البلد والعكس صحيح أيضا , حيث أن المالكي لا يتفق سياسيا مع أسامة النجيفي كون الأخير متهم لتطبيق أجندات خارجة في العراق كالأقاليم وسياسة التفرقة والى غير ذلك من الأمور السياسية .
وضع سياسي متأزم وخطير جدا في العراق حيث وصل الحال بالسياسيين إلى التراشق بالاتهامات والاقتتال وتدبير محاولات اغتيال واضحة المعالم من اجل المصالح الفردية والحزبية .

أحدث المقالات