23 ديسمبر، 2024 11:30 ص

حجر بن عدي وزنادِقَة العصر

حجر بن عدي وزنادِقَة العصر

منذ أول يوم للدعوة الاسلامية  أنبرى الطغاة لمحاربتها والسعي لوؤدها بكل الطرق والوسائل, فبالغوا في ايذاء الرسول الأكرم ( عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام) , ولم يتركوا طريقا” الا وسلكوه من تهجير وتجويع وتحشيد الجيوش وشن الحروب, ولم ينتهي الحقد عند خاتم الرسل وحسب بل أمتدت رياح الحقد الأسود الى آل بيت النبوة فتابعتهم بالقتل بالسيف والسم والسعي لطمس  ذكرهم وقتل أتباعهم, واستمر الحال الى يومنا هذا فقد ورث الأحفاد سلوك الأجداد وأتبّاعِ منهجهم من دعاوى التكفير والتفجير بحق محبي اهل البيت (عليه السلام), فها هم اليوم يهدمون وينبشون قبر أحد  اخلص أتباع ومحبي أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام),وهو حجر بن عدي الذي آثر ان يقتل هو وولده على ان يترك ولاية امير المؤمنين, واليوم يكمل احفاد القتلة المسيرة وينبشون القبور كيف لا وقد ورثوا حقد الاباء والاجداد جيلا” أثر جيل, فكل الايادي الاثمة التي اشرعت السيوف في محاربة الرسالة المحمدية ,ونفس العقول العفنة والنفوس المريضة  المليئة بالكره والبغض لاتباع بيت النبوة لازلت تسعى لمحو ذكرهم وذكر اتباعهم كيف لا وقد ورثوها من المتوكل العباسي الذي هدم قبر سيد شباب اهل الجنة وحرث الارض حتى لا يستدل عليه زواره, وآمر بفرض الضرائب ,وقطع الايدي من اجل منع زيارة الحسين (عليه السلام), فجاء بعدهم من يحمل اللواء ويكمل ما بدئوا,  من هدم ونبش للقبور وقتل وتقطيع اوصال الزائرين,  وقتل  الاطفال  الرضع من اتباع اطفال اتباع اهل البيت, كما فعل حرملة عندما قتل رضيع الحسين عليه السلام, فالتاريخ يعيد نفسه مع اختلاف الزمان والمكان والوسائل والطرق لكن المضمون يبقى واحد”, والسؤال الغريب الذي يطرح نفسه هل ان مخططات الحرية التي يزعمون يعيق تقدمها اتباع اهل البيت؟  ام يعيق تقدمها قبر حجر بن عدي بالتحديد؟ ولماذا لا يكون الجهاد ودعم الاحرار في فلسطين ضد الصهاينة؟ ولماذا لا تدك معاقل  اليهود وحائط المبكى المزعوم ؟ ولماذا تجمع الاموال لبناء هيكل سليمان في اسرائيل بينما يهدم قبر حجربن عدي في دمشق؟ ولماذا السكوت عن السعي لهدم المسجد  الاقصى ولاتصدر فتاوى الجهاد للدفاع عنه؟ وهل ان هدم قبر حجر بن عدي يفتح افاق الحرية لكم؟ ام انه يعيق مخطط الشرق الاوسط الكبير الذي تديره امريكا وتموله اسرائيل, وتنفذه اذيالهم من المتصهينين ممن يدعون العروبة؟ ان كل هذه الاسئلة توضح فكر هؤلاء ممن يحسبون خطئا” على الاسلام من زنادقة العصر وطغاة قريش الجدد, وأن اصنام اسيادهم من اليهود هي اقدس لديهم من مساجد الاسلام التي تستباح في فلسطين وفي بورما, فحجر بن عدي مضى على سيرة امير المؤمنين شهيدا” لا يخشى في الحق لومة لائم, لم يَبِعْ دينه بدنياه كما فعلتم ولن يضيره نبش قبره فسيرته بيضاء لا تلوثها قذارة عقولكم, ولم يُقًبِلُ يوما” أيادي الظالمين كما تفعلون مع اليهود, فبدل ان تهدموا القبور دافعوا عن مقدسات المسلمين وعن كتاب الله وعن المستضعفين في بورما الذين لاقوا الأمرين بسبب  كونهم مسلمين, وأعزموا  على تحرير مسرى الرسول الاكرم الذي يقبع تحت نير اليهود, فا الأقصى اولى بجهادكم من قبر حجر بن عدي.