23 ديسمبر، 2024 6:10 ص

حجر الدولار وعصفورين السياسة

حجر الدولار وعصفورين السياسة

منذ أن صعد ذاك الاصلع ممتطيا سحابته الخضراء، سادت الحروب والسلاح والتجارة، حتى اصطبغ به اللون وتناثر فوق طاولات الرهان، وتحت منضدة السياسة، ليبقى هو محركها القابض على موازينها، والمقدر للناس اقواتها.
بعد الحرب الثانية انتصب ذاك المارد واصبح موقد لكل اقتصاد، ومشعل كل فتنة، وعلى مسطبة الخيانة تعلق ضمائر العملاء وتخمن أسعارهم بثمن بخس تباع وتشترى، وقبل أن ينتهي المزاد.
في زمن اللا دولة التي عجت بسماسرة أبناء القائد.. يفرض كل منهم سيطرته على واحد من شرايين الاقتصاد للبلد، كان من نصيب المتهتك عدي صدام، اقتصاديات المصارف وشركات السياحة ونشر الأخبار الزائفة، ويتلاعب بسعر الصرف لتمتلئ بطون زبانيته بملايين الدولارات، مقابل ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتذبذب الأسواق، ليتمتع الابن بخيرات وطن وشعبه يأن جائعا، ويفقد الآلاف من أطفاله يومياً، ليشبع ابن الراقصة نزواته.. ويبدوا ان ما حصل سابقا، بدأ يتكرر بعدما توغلت أيادي لا تقل جرما وعنجهية عن من سبقهم.
يتكرر بنفس الأسلوب لكن بوجوه فرعونية، وايادي تأخذ من الدين والمذهب غطاء، لتنفيذ اجنداتها الخبيثة، وتضخم كروشها الاقتصادية، لفرض آرائهم بقوة السلاح، ولغة الإجبار والغصب.. بعدما تقرر رفع سعر الصرف، وبدأت الأسواق تتذبذب بارتفاع الاسعار وجشع التجار، دون حسيب ورقيب، بل أنهم من نفس الجهات السياسية، التي تغذي بطانة الأحزاب، فكل تلك الألاعيب من أفعالهم، ومن ضرباتهم لنفخ تلك الجيوب، وما يجري اليوم هو تفعيل تلك الخطط التي تضرب عصفورين، بحجر التغريدة، لينتج إلهاء الناس عن مستقبلهم، وما ينسج خلف الكواليس للتحالفات التي بدأت أركانها بالاهتزاز، وهي أقرب للتفكك، إذ مقومات اجتماعها قد نسف، في آخر قرارات المحكمة الاتحادية العليا،
الذي هدم ركن البارتي بعدم أهلية السيد زيباري لرئاسة الجمهورية، ثم نسف ما تبقى بقرار عدم شرعية قانون النفط والغاز في الاقليم، وهنا تم بنجاح زعزعة ذاك التحالف الفتي.
الماسك والممسوك بدأ يترنح، على وقع تلك الضربات، وما رافقها من اهتزازات وتخبطات وتغريدات، هدفها سحب الرأي العام، من تلك الساحة، التي ضعف فيها الطرف الأقوى، وتناثر شظايا النسف المبطن، حتى اغتنم الفرص لزيادة جبهة المواجهة وضخ فيها ملايين الدولارات، للاستعداد لمواجهة اكبر، تحتاج للمال بشكل أكثر من أي وقت مضى، فالقادم يدل على أن الحسم بات بعيد المنال، والصراع سيتحول الى حرب باردة، في صيف لاهب، لا ينتج إلا كثيراً من تزمت، وتشنج ولا يستبعد القتال، الأدوات جاهزة والساحة مفتوحة، والوقود جاهز ينتظر الشرارة.
الدولار عصفورين أصابهم بنجاح، امتلأت الكروش، وسحبت اعين الناس عن تصدعات تلك الجبهة، بعدما فقدت عناصر القوة ودعائم المواجهة، لتصبح أقرب للمعارضة منها لتشكيل الحكومة، التي لم ولن ترى نور حتى انتخابات مبكرة يحسمها المتصارعون.