19 ديسمبر، 2024 1:07 ص

حجر الحية
لم أر أحدآ يُعتِّمُ الحبَ
كما يعتم الحجر الغافر,
في طبعه الغوث ,
في رأسِ ثُعبانٍ , مؤنسٍ ..
لكل مُدنفٍ مكتئبْ ,
يدع صدع الفؤاد
يطفح زهرآ
بعد إدبار الهوى
منه ليستتبْ .

حجر الدم
أي جسر اودَعتَ كفكْ
حتى تَوَحَّدتْ
فيك الوعودْ ؟
أي وجهٍ ظلَ مؤتلقآ
يستمد الخبزَ
من صخرِ الردى , عُهودْ ؟
من سَنبَلَ فيك
كل هذي الينابيعْ
وأودعكَ
في مكامنِ الدرّ ؟
إنْ تملك على الغمِّ , وعدآ
يشفي القلبَ , مما كَظَمْ
فغلِّق رِتاج َمخالبه
وأعتق بالعروقِ , أراجيحَهْ
لتهدر بالأغاريدِ ,
وبأقصى لهفة ٍ
سَتهفو اليكَ , أحداق أحلامي ,
وتُلهِمْ ,
بوعدٍ أخر
من عِرقٍ , يدرُّ بلا دمْ ,
عقارآ ,
يزيد فيك الصلاحْ
ويَسْهَمْ .

بَرْخانْ
أقبل الصيف
الى ثرى مقبرةٍ , لنا بها
صبيانآ يلعبونْ
والريح طاعنةً , اقبلتْ..
بأعذاقٍ , مثقلة بالجذواتْ ..
على أرائكِ جمالٍ ..
ذابلاتْ ,
تحسبها مُبرّأةً ..
مما فعلتْ ,
من طمى ثَجّاتٍ ,
مضتْ وأغبرتْ , حبيساتْ
وعلى ما بعثرت , أنجبتْ
بَرْخانآ , بسياط من نار ..
وأنثرتْ صفوفآ ..
بفوهات بنادقٍ , لاهثاتْ
وما تعسّرت , بقرنيهِ
أو أعتذرتْ
لمحض مقبرةٍ ,
صامتة الأجداثْ ..
بأسلافٍ , رفاتْ .
وأعلنت لظاها , وأضْطَرَمَتْ
والناس , بالشتائم والمنكراتْ , أنبرتْ
واشدَ ما فعلوا , أنهم
قضّوا نهارهمْ ..
ينفثون الزفراتْ ,
ويلعنوا الغبارَ ..
ودبيب الحشراتْ ,
ونسوا أجدادهم بالزمهريرْ
حتى استقبحت ثلّةَ الصبيانْ
تلك اللجلجاتْ ,
وودّوا لو انهم في رقدةٍ
من زلّةِ نَعلهمْ ,
وقالوا بما رأوا :
منتجعكم هذا , ومَشتمٌ
فأستريحوا به ,
يامُثْبَرينْ ,
حتى تهرموا
أو تبرأوا ,
من الضَلالْ .

أحدث المقالات

أحدث المقالات