9 أبريل، 2024 11:36 ص
Search
Close this search box.

حجة الوصاية من الاردن الى/1

Facebook
Twitter
LinkedIn

لست من هواة التحدث بالأسماء ولا من الراغبين للخوض في التفاصيل والجزئيات لما اراه من اهمية اكبر من هذا الأمر في ان يكون اهتمامنا في الأطر العامة وفي فهم ما يدور من حولنا هي الغاية الأولى, ذلك لأننا في منحى تاريخي ولن أبالغ ان اعتبرته خطيرا وقد ما لا تحمد عقباه ان لم تجري الأمور كما هو مخطط له.

فاستكمالا لتصوراتنا السابقة التي بدأت تتجلي لنا شيئا فشيئا في ما يخص التغيرات الطارئة على خارطة النفوذ الأقليمي والدولي ومدى تأثر العراق بها, فقد استوقفني شأن الاردن الذي بدا يطفو على السطح, حيث لعبت المملكة دورا مهما في العراق طيلة الفترة الماضية ولن اذهب بعيدا في التأريخ فمنذ عام  2003 وبعد دخول القوات الامريكية اتخذت الاردن ولنا ما في الظاهر موقف المحايد, فبدت متعاطية مع الشأن العراقي على انه واقع ويجب الأستمرار معه وما لشيئ سوى لأجل اقتصادها, فالأخيرهو رئة الاقتصاد الأردني, خاصة وبعد انقطاع إمدادات النفط  التي كان يزودهم بها النظام السابق الأمر الذي دفعها لأستغلال أي مورد بديل من العراق ولا يعاب عليهم ذلك فشعارهم دائما (الاردن اولا), ولكن ما لم يرق للبعض ان يجد الاردن قد اصبحت ملاذا لكوادر البعث المنحل ورجالات النظام السابق فهي بطبيعة حالها مرتع للقوميين العرب  فكان لهم هذا الاستثمار المحفوف بالمخاطر مردودا سلبيا  فجئت الرسالة الاولى ( تفجير السفارة الاردنية في بغداد) أن “اتركوا هذه الورقة” ولكن لم يثنهم هذا الأمر في الاستمرار فتلتها الرسالة الثانية ( تفجيرات فنادق عمان ) ولم تتوقف بل أصرت بعد ذلك على ان توسع نفوذها إلى اعلى المستويات, فأقدمت باتجاه استمالة السياسيين والشخصيات من السنة المحسوبين على الخط البعثي  لغرض ترتيب أولويات من يتصدر مشهد السنة في الكابينة السياسية بل وذهبت في استقطاب شيوخ العشائر أيضا لما لهم من تأثير على بيئتهم  وبهذا تكون استحوذت على مقدرات اغلب السنة لكي تقدم نفسها الى الامريكان على انها خير وصي على السنة! هنا البعض يتساءل ولم الوصاية ان كان الامريكان متواجدون على الارض ؟ الجواب لأن امريكا ليست لديها الرغبة في البقاء عسكريا لمدة طويلة لفهمها الجيد بتدخلات جميع دول الجوار في الشأن الداخلي للعراق فقررت حينها دعم الحكومة العراقية من خلال فكرة الوصاية لبعض الجيران ومنها الاردن املا في ان تلعب دورا ايجابيا,  فما لبث ان طردت امريكا تنظيمات القاعدة حتى وجدتها فرصة سانحة للخروج منه وتسلم كل ووصايته على أتباعه املا في ان تحين الفرصة الجيدة مستقبلا لتسحب كل هذه الوصايات في حال عدم التزام أي طرف بها, وهذا مالم  تحسن صنعه الاردن في هذه الوصاية ! فالآن جميع السياسيين وشيوخ العشائر المتورطين بمنصات الأعتصام  وبما يسمى المجالس العسكرية “البعثية” والتي اسهمت إسهاما فعالا في ان تكون الخط الموازي الداعم لوصول داعش واحتلالها مدن السنة هم الآن في حماية الاردن ويتلقون كل الدعم منها ! <<<<يتبع

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب