على كافة الأصعدة توجد هنالك مراجعة ترصد النشاطات والفعاليات ليتم التأكد من صحة عملها وذلك بمنهجيه, وتقييمها بالأدلة والقرائن.
ولكن أي مراجعة هذه عندما يكون الموضوع هو ” الأنبار” ؟
فمراجعة وضعها باستفاضة أجده أمرا مزعجا لعقل البشرية أن يستوعبها ولن تختزل قصصها بهذه السهولة التي يتحدث بها البعض, وذلك بمجرد أن تنظر الى حجم وهول الدمار الذي حل بها, فأعلم أن في كل مبنى قد تهاوى اعلم أن هنا انتهت قصة بطل لم يثنه الموت في اعلاء صوت الحق وهنا بدأت قصة الثكلى .
البعض من اهالي هذه المحافظه يتساءل …أويعقل أن كل هذا الدمار كان نتيجة مؤامرات عشيرة بائسة من كابينة سياسيو المحافظة الشياطين الجاثمين على صدور اهلها من خلال حجة وصايتهم السياسية عليهم؟
بدون تحفظ نعم …كيف لا وانتم من اسهمتم بهذا الدمار يا اهل الانبار! اولستم انتم من جاء بهم وارتضيتم ان يكون أوليائكم هؤلاء؟ بل وانتم تعلمون من أي دين هم, ومن آلهتهم, ومن أصنامهم التي يهمون بالحج اليها في اوقات الشدة تلك القابعة في ارض عكاظ , حينما أوكلتم شؤونكم لهم لكي يقدموا دماء أبناؤكم قربانا لأصنامهم, بل وتثنون عليهم بماتصدح به اصواتهم في مواسم حجهم وما اشبهها من أفواه كأفواه الجاهليه التي لاتنفك تردد في التلبية كمن يلبي من نسك لهبل ( لبيك اللهم لبيك ..اننا لقاح …حرمتنا على اسنة الرماح ….يحسدنا الناس على النجاح) ليبارك لهم هبلهم كل هذا الدمار لأن في الدمار الانتصار!
هذا هو دين سياسييكم يا اهل الانبار وما أكثركم ممن اتبعهم ( افلا تعقلون).
وما اضيق العيش في هذا المنظومة لولا فسحة الأمل, والامل أراه يعتلي وجوه رجال متسلحة بدين ليس بدين هؤلاء الشياطين, ولديهم الرغبة الجامحة في التغيير وتطهير ارض الانبار من براثن ( داعش ومن لف لفها ) ولكن ليس الى جوار هؤلاء السياسيين “مستثمري الدماء”, بل سينتظرون سقوط مركز المحافظة وهو للاسف شر لابد منه,وذلك ليقيموا الحجة على اللذين “يراؤون ويمنعون الماعون” ولتكون لهم الكلمة الفصل في هذه المرحلة في طرد هذه الزمرة الفاسده حتى يعودوا الى حيث جاؤوا, وليكونوا اهل الانبار في حل من امرهم في اتخاذ قرارات مصيريه, وفي اختيار الشريك المقاتل المتفق بالرؤية والمنظور الوطني مع ابناء هذه المحافظة التي ترغب في الخلاص من كل اشكال الهيمنه الخارجية والمتمثلة بنفوذ هذه الشياطين المتسلقه على اكتاف اهلها, اما اذا سارت الأمور بما لاتشتهي انفس المعتدلين من اهل الانبار فالذريعة جاهزة وحينها سيقال لهم عفوا “هذا شريك سياسي” ويجب التعاطي معه والشأن يعود له, حينها اعلموا يا اهل الانبار انه تم بيعكم من جديد لتكونوا وقودا لحروب اخرى!
اقول هذا للتذكير في ان الامر لايخلو من مفاجآت , ولكن لا اجد نفسي مفرغا من الامل بوجود تغيير يلوح في الأفق عندما أرى شياطين الانبار مسخوط عليهم من الجميع, فدعاء شيخ كاهل يبكي مرارة نزوحه مستجيرا بفاطر السموات والأرض رب العالمين وهو موقن بالإجابة ان يخسف الله الارض بالطغات تزرع في داخلي ألامل في التغيير, ولنرى من هو الأقوى رب هذا الشيخ الكاهل ام اصنام شياطين الانبار