23 ديسمبر، 2024 2:36 م

حجاب كربلائي بين زائرة خاسرة ومنتصرة!

حجاب كربلائي بين زائرة خاسرة ومنتصرة!

نِعم الحكم الجبار، والخصم محمد، والموعد يوم القيامة، هذا ما أعلنته سيدتنا، الحوراء زينب (عليها السلام)، في قضية الوجود الحسيني، في كربلاء المقدسة، ضد حكم الطاغية يزيد عليه اللعنة، فالباريء عز وجل، منح البقاء والخلود للدين المحمدي، مرتبطاً بالقيم والمبادئ، التي إستشهد من أجلها الإمام الحسين (عليه السلام)، وأولها الحفاظ على الحجاب، والعفة أمام الغرباء!
مَنْ يقرأ تأريخ العفاف الفاطمي العظيم، يتذكر ذلك الرجل الفقير الضرير، الذي وقف ليلاً أمام بيت النبي محمد، (صلواته تعالى عليه وعلى أله) سائلاً، فما كان من السيدة الزهراء البتول، إلا أن تتجلبب بعباءتها، مطرقة رأسها الى الأسفل، وهي تكلمه، فقالت لها خادمتها فضة: إنه ضرير يا مولاتي ولا يراكِ، فأجابتها قائلة: ولكن الله يراني!
مَنْ يحمل المعاني الإنسانية السامية، للقضية الحسينية الخاصة، بضرورة مشاركة النساء في العزاء الزينبي، والمواساة في أخويها، بطلا الطف والعلقمي، لا بد لهؤلاء النسوة المتشحات بالسواد والطين، حزناً وألماً على مصابهما، من أن يكنَ القدوة، لبقية النساء السائرات على النهج العلوي، حتى يلقينَ الزهراء والحوراء (عليهما السلام)، بوجه أبيض، وقلب سليم، وعمل مقبول، وزيارة مبرورة!
العباءة الزينبية أفضل ما تتشح به، الزائرة الرافضية الفخورة برفضها، للسبي والفساد، وهي متأسية بعقيلة بني هاشم، فأدهشت العالم بإبائها، وحجابها وعنفوانها، والمعاني قاصرة تمام القصور، والتقصير عن وصفها، فعلى الزائرات الكريمات، غض الأبصار، وخفض الأصوات، وإرتداء الحجاب الإسلامي الملتزم، الذي لا يثير الشك والريبة، في نفوس الطامعين، حتى نكون للزيارة المقدسة، عوناً لا عبئاً!
بعض من الزائرات وبكل أسف، تحكمهنّ مقاييس الفهم الجاهلي، للفت إنتباه الغرباء، وكأن الحوراء (عليها السلام)، طلبت السير مشياً على الأقدام، لغرض إحياء عابر لطقس ديني، وهذا ما تسعى إليه العقول الهامشية، التي تجعل من الخروج في المسيرة المليونية، مجرد لقاءات تافهة، وهيهات أن يكون ذلك لهن، فالشعائر الحسينية خط أحمر، لا يمكن المساس بها!
أيتها النساء المهاجرات، الى كربلاء الطف، والكرامة، والحجاب، إستعدنَ للعزاء، وشاركن في الخدمة الحسينية المشرفة، وكن على قدر المسؤولية الدينية، والأخلاقية، والإجتماعية، ولا تبرجن تبرج الجاهلية الحمقاء، فتكنَ من الخاسرين، ويشكل خروجكن جانباً سلبياً للزيارة، وإجعلن مواسم العشق الحسيني، خالصة لوجهه تعالى، يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، لذا ميزنَ بين الزائرة الخاسرة والمنتصرة!