22 ديسمبر، 2024 8:12 م

حثالات تثير الفتن

حثالات تثير الفتن

هناك مايثيرني ويدعوني للكلام ووضع النقاط على الحروف وتسمية الأشياء بمسمياته من غير تزييف وخديعة أو تضليل ، وأقول إن هناك حثلات تُثير الفتن في مجتمعاتنا مدفوعةبأنانية وحقد وفشل وقلة مرؤة وخيبة أمل ، ولهذا تدفع في إتجاه التضليل والتعمية وزياد ةمنسوب الجهل والتخلف ومن تلك الحثالات مايلي:
الحثالة الأولى : هو القمص زكريا الذي كان السبب هو وامثاله من المتخلفين والجهلة ، في ما حدث للكنيسة المرقسية بالعباسية من تفجير وقتل وجريمة نفذها معتوه رداً على ما يقوم به هذا القمص المشبوه ، فهذا الحثالة ما فتئ يُنكئ الجراح من خلال العمل الممنهج في التطاول على النبي محمد سباً وشتماً وتسفيهاً ، هذا الفاسد المنحرف تشعر من كلامه ويكأنه يحمل كل الحقد وكل الكراهية لكل ماهو مختلف ومُغاير ، وتشعر كم إنه مبتعد عن روح المحبة والسلام التي نادى بها رسول السلام عيسى عليه السلام ، هذا القمص الذي لا نعرفه في سجل المؤمنيين ، ولا نعرف من أين جاء ، نعتبره هو المسؤول مسؤولية كاملة ومباشرة لما حدث ويحدث من أعمال قتل وتدمير وكراهية ضد أقباط مصر ، وإني في ذلك أحمل الكنيسة وبابا الكنيسة ما يقوم به هذا الحاقد المأجور ، لأنه يضع الكنيسة وبما تحمل من أرث حضاري وروحي في موضع الشك والريبة ، كما يضعهم في معرض الهجوم من قبل
أناس مؤمنيين بنبيهم ، الذي يعمد هذا الحثالة على التطاول عليه بالسب والشتم وسوء
الأدب ، وأنا من موقعي هذا أدعوا راعي الكنيسة القبطية لكي يتخذ ما يرآه مناسباً بحق
هذا المأفون ، ولما يسببه للقبط والأقباط من أضرار كبيرة يكون أثرها واضح على روح
التعايش المجتمعي والوطني ، وإني وإن كنت أحاول الإبتعاد عن الكلام فيما هو ديني
ومذهبي محض ، لكني أجد نفسي مضطراً لمعالجة مايمكن ، وبعدما تعرضت الكنيسة
لإعتداء غادر من إرهابيين محترفيين ، أجدني ملزم بتذكير من يهمهم الأمر في الحكومة
والكنيسة لخطورة ما يقوم به هذا المدعو وبما يسببه من أذى للجميع ، هذا مع إيماني
بالإختلاف وإيماني بأن ذلك الإختلاف لا يجب أن يكون سبباً في التطاول على ما يعتقد به
الغير ويؤمن به ، فمقولة لا إكراه في الدين أجدها خير شعار يجب ان يعمل به الجميع ، كما
أجد أن روح لكم دينكم ولي دين تساهم في عملية التعايش وإحترام إيمانات وعقايد الأخرين
، وإن أرادت مصر العيش بسلام وأمن فالتتابع هذا الهارب عبر الطرق القانونية لكي يرتدع
من إثارة الفتنة التي هي – أشد من القتل – ، ومُعترف بأن من يسبب للناس أذى فيما
يؤمنون ويعتقدون مفسد في الأرض يجب محاسبته والقضاء على شروره ، لأنه في ذلك
يتساوى مع الإرهابيين والقتلة ومثيري الفتن المتابعين والمرصودين من كل الأحرار
والداعين لحُسن التعايش والسلام بين الناس وبين الفرقاء
.
الحثالة الثانية : المُثيرة للفتنة هي قناة صفا الفضائية تلك التي تحترف الشتيمة وسوء
الخلق والأدب ، والتي تُصبحنا وتُمسينا بلعن وشتم وتحريض المؤمنيين بعضهم على بعض ،
وهي تتعمد ذلك في تطاولها على الشيعة : ذلك المذهب الحق وعلى رجالات الشيعة
أولئك الحريصين على الوحدة ، تقوم بذلك من غير وازع أخلاقي ورادع ديني وهي أي القناة
مسؤولة مع غيرها في تأجيج نار الفتنة في بلادنا العربية وبين أبناء الوطن الواحد ، هؤلاء
السفلة من مشايخ السوء يحرضون الناس على بعضهم معتمدين على مقالات التراث لوعاظ
السلاطين وخلفاء السوء ، مع علمهم : إن الشيعة في اللفظ والمعنى هي الجماعة التي
تعبر عن الإيمان و الإتباع الصحيح للنهج المحمدي الغير مزيف والغير ممسوخ ، ويعلمون
جيداً إن الشيعة هي الأصل المعبر عن الإتباع للرسالة السماوية وليس هناك من أسم أدل
أو مواز لها في التعبير والدلالة عن ذلك ، هذه القناة المسخ التي ترتبط جدلاً وأكيداً بهؤلاء
القتلة من أرهابيي القاعدة وداعش وأخواتهن ، حديثها يدل عليها من غير لبس ، نعم هناك
خلاف بين الشيعة و السنة في الفقه وفي الإجتهاد وفي السياسة ، لكن هذا الخلاف لا
يجب أن يكون مدعاة للتفرقة والفتنة والحروب والدمار والقتل والكراهية ، كما يجري ونشاهده في العراق والشام ومصر واليمن وليبيا ، إن كل جريمة ترتكب في العالم اساسها ما يُبث من هذه القناة وأمثالها ، فعلى الخيرين من هذه الأمة كبح جماحها وجماح رعاتها ، وقطع بثها وما تنشره فجميعه مفاسد وفتن وكذب وتحريض وقول فاحش داعر .. الحثالة الثالثة : ما يقوم به المدعو ياسر حبيب من لعن وشتم بحق أزواج النبي واصحابه ، في عملية خسيسة مكشوفة النوايا والدوافع ، إذ ما علمت إن من يوالي علياً حقاً يكون شيمته السب والشتم ، لأني أعلم إن هذه اللغة لغة الضعفاء وقليلي الحيلة ، ومن ليس في يدهم ما يدافعون عنه بالحجة والبرهان والدليل ، ثم إن الخلاف على السقيفة هو خلاف سياسي وليس ديني ، ومحله كتب الماضي والنبش فيها وبما يعتريها من شبهات وتزييف مُخالفة صريحة لكتاب الله الذي يقول – تلك أمة خلت لها ما كسبت وعليها ما أكتسبت – ، إذ لا فائدة منها تُرجى غير زيادة في منسوب الكراهية والحقد والتوتر وإعطاء المبررات للإرهابيين فيما يفعلونه من قتل وتدمير وجريمة بحق الأبرياء ، إن هذا المُزيف المسخ لم يرع للمؤمنيين إلاً ولا ذمة ، ولم يرع حدود ما أمر الله به أن يوصل ، فقد تجاوز هذا الحثالة على كل مقدس من غير ان يستحي وذلك لفساد خلقه ومنشأه .. وليعلم الناس كل الناس إني لست مُدافعاً على أحد ، لكن ضميري وإيماني وخوفي على ما تبقى من الإنزلاق في أوهام الفتن وشرورها ، وبعدما أنكشف للناس خيبة أمل مثيري الفتن وما يسببون من ألم وحزن ودمار ، رأينا هذا في العراق والشام ومصر واليمن ونجده هناك في ليبيا ، لهذا كان لزاماً عليّ أن أقول : إن الشيعة هم أقل الناس ضرراً على الناس لأنهم دُعاة وحدة وجمع نرى ذلك في سلوك قادتهم ، وإن أختلف الناس في تقييم ذلك ، فهذا الإمام الخميني كان يدعوا أتباعه ومناصريه جميعاً للصلاة خلف أمام الحرمين في مكة أيام الحج ، بل ودعاهم ليقفوا معهم في يوم واحد على عرفات مع إن ذلك ليس شرطاً لأنه أمر فقهي إجتهادي خلافي ، ورأينا الشيخ المنتظري في دعوته للوحدة بين المسلمين في أسبوع ولادة النبي محمد ، ورأينا ذلك عند الشيخ الركابي في دعوتة لجواز العمل وفق المذاهب السنية ، ووجدنا ذلك عند السيد فضل الله ولدى السيد الخامنئي في فتوآه المشهورة ، وكذا عند السيستاني في تحريمه لسب أزواج النبي وأصحابه ، وهذا غيض من فيض ذكرناه طلباً للفائدة وتعميماً للفضيلة . من هنا نقول إن إثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبين السنة والشيعة ، له أيد خبيثة تعمل بالخفاء لتضليل الناس وحرفهم عن العمل الصالح في التنمية والبناء والإعمار وتطوير مافات في ظل الحقب السود التي مرت ، ولنعترف إن هذه الحثالات قد أساءت كثيراً ، وتمادت في غيها وجعلتنا جميعاً في أعين العالم مكروهين غير مرغوب فينا ، لكننا مؤمنيين بأن شعوبنا ستنتصر على هذا الزيف وعلى تلك الحماقات التاريخية ، لأن الأمل بالحياة والبناء لديها أكبر ، وتلك هي الحقيقة التي نرآهن عليها في مشروع العدل والحرية والسلام …