23 ديسمبر، 2024 10:59 ص

حتى نخرج من هذه الحلقة المفرغة

حتى نخرج من هذه الحلقة المفرغة

ذوو الاختصاص والخبرة ،مستقلين أو تابعين للكيانات السياسية التي تؤلف الحكومة والبرلمان ،وجودهم على رأس الوزارات والدوائر والمؤسسات أفضل وأنجح بكثير من غيرهم شريطة ان يتم ترشيحهم بنوايا مخلصة تضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، وإبعادهم عن كل التأثيرات والضغوطات الفئوية والحزبية الضيقة، وتشجيعهم على العمل بمصداقية ،بعيدين عن هواجس الخوف والتشكيك، على ان يصاحب هذه التشكيلة الوزارية غربلة برلمانية، تنجب لجانا كفوءة مهنية ذات كفاءات وخبرات في مجال اختصاص العمل الذي يناط بها على غرار اختيار الوزراء المهنيين الأكفاء وقيادات الجيش والشرطة  والامن والاستخبارات والسفراء . ومن الطبيعي- وفي حالة انجاز هذه الاختيارات واتمام هذه الغربلة- ان يبدأ ذوو الاختصاص الذي وقع عليهم الاختيار- وزراء وقادة جيوش أو لجان او موظفين كبار- باجراءات التمحيص والنقل والاستغناء بغية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب لانجاح الأعمال والخطط وانجاز المشاريع المطلوبة. هذه الاجراءات الضرورية ستطول عددا كبيرا من الملاكات التي تقع ضمن حلقات عملهم واختصاصهم، ومن الطبيعي ايضا ان هذه الاجراءات الضرورية التي لا بد منها لن ترضي الكثيرين، وستغضب الاكثر، وستثير موجة من اللغط والتشكيك والقاء التهم، وعليه توجب الاحتياط لهذه الاشكالية الحساسة ووضعها بالحسبان بحيث تتفق جميع الكتل الداخلة في العملية على اسناد الحكومة المقترحة والتصدي لأي محاولة تشويش أو تشكيك تهدف الى عرقلة مسيرتها وتعويق انجاز خططها ومشاريعها.
لا شك ولا ريب ان عراقنا الحبيب يزخر بالطاقات العلمية والمعرفية والقيادية الإبداعية الخلاقة “المهمشة والمهملة والمغبونة”، والملاكات الوسطية “المستضعفة والمعطلة” تمثل بتنوعها وتوصيفها أرقى ملاكات العالم العربي على الاطلاق وبشهادة مراكز البحوث العالمية والعربية وخير دليل على ذلك احتضان دول اوربا واميركا ودول الخليج لبعض تلك الكفاءات والتي اضطرت للهجرة وأثبتت جدارتها وتفوقها في كافة الحقول الطبية والاقتصادية والصناعية والزراعية والمعرفية بحيث تسنمت ادارة العديد من المراكز المرموقة في تلك البلدان، واستثمار هذه الطاقات واحتضانها ووضعها في مكانها اللائق وتقديم الدعم والاسناد والرعاية والحماية لها بغض النظر عن مسمياتها العرقية والاثنية والدينية وانتماءاتها الحزبية سيجعل من العراق بلدا حضاريا مرموقا لا يقل تقدما وازدهارا عن دول مثل كوريا وماليزيا وحتى بعض الدول الأوربية كون العراق يتفوق على كثير من تلك البلدان بطاقاته البشرية وثرواته الهائلة.