23 نوفمبر، 2024 2:16 ص
Search
Close this search box.

حتى لو رحلوا..!

تلاقيا في وعد منتظر وسارا في جلال الصمت، ليعلنا للعالم أجمع بداية ميلادهم الجديد، في الرابع من كانون الثاني من عام “2020” بقصة شهادة ستخلد بين دفات التاريخ، وأوراقه الخالدة.

لقد رسما لوحة مزجت بين جسديهما ملحمة النصر، والوعد الذي ضمنه البارئ “عز وجل” لهما، ظناً من العدو أن اغتيال القائدين “أبا مهدي المهندس وقاسم سليماني” سيطيح بمحور مقاومة قوى الاستكبار العالمي، ولكن هيهات أن يكون لهم ذلك، فمنذ عام مضى وزعنا على أولادنا جرعات من الجهاد، الذي اختطته يدا “المهندس وسليماني” وشحذنا هممهم، وعرفناهم بأن جذور الحقد ملأت قلوب الظالمين، فأرادوا وأد سادة النصر وكبراؤه، ولم يجدوا أعظم من هذين الاسمين العظيمين.

شهادة “المهندس وسليماني” كانت بحق ملحمة تعدت كل الحدود والقيود، فطريق مطار بغداد الدولي جمع في ساعات الفجر الاولى ليوم (4 كانون الثاني 2020) قائدٌ صديق وعقلية فذة في المقاومة، مع شريك استراتيجي دائم ومجاهد من الطراز الإسلامي الأول، فالأثنان فضحا قبح العدو المتغطرس ومخططاته الخبيثة.

سعى كل من أمريكا وبنو صهيون على كسر شوكة محور الجهاد، لكنهم أخطأوا بتقديراتهم هذه المرة، كما في المرات السابقة، فبشاعة الحادث الإجرامي أوقد شعلة من الغضب ضد أمريكا وأذيالها، وتمدد العشق الحسيني مع تمدد أيام رحيلهم المحزنة، ومع هذا الكم الهائل من الغضب، ستكون دماء هؤلاء العظماء جذوة لاستمرار التضحيات في أي مكان أو زمان .

العراق يواجه ماكنة أمريكية سوداء تريد فرض الوصاية عليه، وتقوم بتنفيذ مخططاتها الخبيثة على أرضه، وضربه من جميع الجهات، فكيف إذا كان الذي استهدفته هو أحد قادة النصر، الذي ساعدنا على إخراج الدواعش صنعية “الصهوامريكي” من أرضنا العراقية الطاهرة، فلولاهم لما استعدنا المبادرة في حربنا مع “عش الدبابير” القذر، ولما تطهرت مدننا من دنسهم.

لم ولن ينالوا من أرضنا ومقدساتنا وحرماتنا، حتى لو رحلَ مهندسو النصر، فالواجب الجهادي والعقائدي والمعنوي كان حاضراً في ساحات الشرف والكرامة، مع تمسكهما بالثوابت الوطنية والحفاظ على وحدة البلد.

طوبى لكما أيها الرابضان على سواتر الشهادة وضفاف الشرف، لقد ارتبطت أرواحكما برباط روحي وقدسي وتأريخي، نستذكر معه نداء أنصار الحسين (عليه السلام)، وصرخاتهم المدوية: (هيهات منا الذلة) وعندما يكون النداء بهذا الحجم تكون الدماء هي الحاضرة، لتصعد بذراتها الى عليين عند مليك مقتدر.

ختاماً: حتى لو رحل القائدان، لدينا الآلاف من أبنائهم يسيرون على خطاهم، ولن يحيدوا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات