مرت علينا قبل ايام الذكرى الثالثة للنصر التاريخي على داعش الارهابي واسقاط خلافته المزعومة بتحرير مدينة الموصل وباقي محافظات العراق التي سقطت في غفلة من الزمن ، واحتاج العراق الى اكثر من ثلاثة اعوام وانهار من التضحيات لطرد هذا التنظيم الارهابي والقضاء عليه.
فهل فهمنا الدرس؟ وهل استوعبنا مرارة التجربة حتى لا تتكرر مرة اخرى؟ وهل أدرك الساسة بان سوء الادارة والخلافات والازمات المتوالدة هي التي ينفذ من خلالها الارهاب؟ وهل وعينا بان اخطاء الساسة وفشل التجربة هي البيئة الخصبة لتسويق افكار التنظيمات الإرهابية الهدامة؟.
واليوم ونحن نقترب من مشهد الانتخابات تطرح الكثير من الأفكار وتمتزج الآراء لرسم صورة مشهد ما قبل الانتخابات واستشراف واقع النتائج التي نتمنى ان تكون بمستويين: المنافسة الشريفة اولا؛ والقبول بنتائج العملية الانتخابية مهما كانت ثانيا؛.
لكن الخلاف السياسي هو ما تبحث عنه الجماعات الإرهابية وتتربص من خلاله بالعراق شرا وهو المحطة التي تعطل عجلة الاقتصاد والنمو والاستثمار ، لذا فان المطلوب من الساسة في المرحلة الراهنة هو التالي:
١. العمل على وحدة الصف عبر حوار وطني جامع يسبق العملية الانتخابية ويشمل القوى السياسية كافة من داخل البرلمان وكافة القوى التي من خارجه.
٢. طرح الرؤى الوطنية والمشاريع السياسية التي تبحث في حل للازمات المطروحة وتلبية تطلعات الجماهير الواسعة في حياة حرة كريمة.
٣. الاستفادة من الدروس السابقة وعدم تكرار التجارب السياسية التي اثبتت عدم نجاحها في معالجة الأوضاع السابقة او الراهنة.
٤. الاستفادة من درس تشرين ٢٠١٩ وتظاهرات السليمانية الحالية والعمل بجد على عدم تكرارها من خلال مشاريع واقعية وطروحات انتخابية قابلة للتنفيذ.
ان تجربة داعش وسقوط المحافظات الثلاث جاء بعد اشهر معدودة من انتخابات نيسان ٢٠١٤ ، وما سبقها وما تبعها من طروحات متضاربة وخلاف جذري على منصب رئيس مجلس الوزراء في حينها… لذا فان ناقوس الخطر يدق اجراسه في هذه الساعة وتحدي داعش ما زال على الابواب ، بدعوة الجميع الى الوفاء للعراق والعراقيين ودماء الشهداء بتوحيد الرؤى والصفوف واحترام متطلبات العملية الديمقراطية من خلال حوار وطني جامع شامل وواسع يطرح كل المشاكل على طاولة الحل وحتى لا يضيع النصر الذي تحقق.