اذا كان هناك اتجاهين في ممارسة الشعائرالحسينية؛ يتفرعان من اصل واحد في الدعوة ونصرة القضية؛ هما:
– اتجاه تقليدي: يحرص على احياء الشعائر بالحواس والمشاعر ويبتعد بها عن التدخل في أمور السياسة والمجتمع ، بل يدفع من خلال التثقيف بها على التأسي بمصيبة الامام الحسين (ع) واستلهام العبر والدروس في السير على نهجه حلا لكل المشاكل المطروحة في المجتمع.
– اتجاه مستحدث: ظهر في سبعينيات القرن الماضي بمواكب الشباب الرسالي الذي انطلق من حي الحسين الكربلائي وفي مواكب السماوة عموما والرميثة خصوصا ومن ثم في موكب محلة العباسية الذي ما زال الى يومنا هذا ، ويحرص اتباع هذا الاتجاه على ممارسة الشعائر الحسينية بالحواس والمشاعر وبإدخال السياسة والامور العامة والمشاكل المجتمعية في صلب الردات الجماعية ونقاش ومعالجات المنبر الحسيني ، وان كان هذا التوجه انطلق في مرحلة القهر والظلم التي كان يمارسها النظام البعثي ضد الحريات عموما والشعائر الحسينية خصوصا فانه استمر وما زال يشهد توسعا كبيرا بسبب أزمة الفساد وتفشيها في جسد الدولة والمجتمع وفشل السياسيين في وضع علاج ناجح وسريع لها.
وان كان الاتجاهين يمثلان تطورا طبيعيا وايجابيا لممارسة الشعائر الحسينية ، باعتبار ان الاتجاه الاول حافظ على ممارسة الشعائر الحسينية في مختلف الأزمان والتحديات حتى وصلت الى وقتنا الحالي.. وان للاتجاه المستحدث وجهة نظر كان له عظيم الأثر في هز عروش الطغاة في العراق قبل عام ٢٠٠٣ وفي البحرين ومختلف البلاد باعتبار ان قضية الامام الحسين (ع) ثورة مستمرة ضد الظلم والظالمين ولن تتوقف ، فانه لا ضير من التنوع وزيادة التنوع ما دام لا يضر باصل الممارسة ولا يخرج بها عن الإيجابية المعهودة والمطلوبة ومساعيها الانسانية في نصرة القضية الحسينية والتعريف بها.. لكن هذا لن يتم الا بأبعاد لغة التجريح والخلاف عن ممارسة الشعائر هذا العام بالذات وكل عام حتى لا تنعكس الخلافات السياسية بين المواكب الحسينية فنخسر؛ لا سامح الله؛ القضية.