منذ ان فتحت حدودنا الدولية من قبل قوات الاحتلال وتوافد المجاميع الارهابية للعمل والتاسيس مع الخلايا النائمة التي كانت موجودة في زمن النظام السابق مما جعلها اكثر نشاطاً وفعالية بعد زوال النظام . واضحت الساحة العراقية مسرحاً لعمليات القاعدة بعدما اتيح لها التحرك بسهولة والحصول على الاموال واستقطاب الشباب وممارسة عملية غسل العقول لتبني افكار التشدد والتطرف . اليوم نواجه الارهاب ليس كما هو بعد عام 2003م وانما تطورت خططه واصبحت نوعية يتم تنفيذها اعتمادا على الخرائط المعركة التشبيهية مثلما تستخدم في الجيوش النظامية . ان هذا التحول يأتي بعد اكتساب الخبرة وانخراط بعض الضباط بين صفوفهم وبات قادراً على تنفيذ عمليات نوعية في معظم مدن العراق ، والادهى اصبحت مجاميعه تهدد مقرات الاجهزة الامنية وتخترقها بلا متاعب باعداد قليلة جداً لا تتناسب مع حجم القوات التي تحمي هذه المقرات مثلما حدث في كركوك وصلاح الدين . المشكلة التي نواجهها الان ليس كيفية ملاحقة الارهاب وايقاف هجمته وانما وقوف بعض الساسة مع الارهاب والبعض الاخر يُشكك في قدرات قواتنا المسلحة في تجفيف منابع الارهاب ، وبالتالي اضحت مقارعة الارهاب مزايدات سياسية كل يدلو بدلوه وما يعتقد به ، مما جعل قواتنا المسلحة تتحرك وهي في وضع لا يُحسد عليه بالرغم تأكيدات اغلب العشائر بوقوفها خلف قواتنا في دحر الارهاب . باتت يد الارهاب تطرق اي بيت عراقي ويعترف الساسة بذلك لانهم مع العملية السياسية في وضح النهار وفي الليل يمدون ايدهم لتصافح الارهاب لاضعاف النظام السياسي ومن ثم القضاء على المنجز الديمقراطي . في بلدان العالم تتوحد اراء وافكار الساسة في موضوع اسمه امن الوطن وسيادته ويضعون خلافاتهم جانباً ، الا لبعض من ساسة العراق لا يوجد في قاموسهم مفردة اسمها الولاء لتراب الوطن والوقوف مع قواته المسلحة . اعتقد ان المعركة مع الارهاب اصبحت مصيرية لانها عنوان لهوية العراق وانتماء ابناءه ، مما يحتم على الساسة النزول الى رغبة الشارع العراقي ايقاف الاتهامات والمزايدات السياسية فيما بينهم واعتماد الصدق والولاء وحسن النية . واضحت المنازلة مع الارهاب ليست شكوك واتهامات ودواعي انتخابية مثلما يروج لها البعض وانما حياة او موت ، ودولة (داعش ) باتت تتحكم باراضي واسعة ، لذا يجب على الساسة المساندين للارهاب والمترددين ان تكون صولتهم بالنفوس اولاً كي يتحرروا من عُقد التبعية وخيانة الضمير ، والا سيقوم الارهاب ولو الى حين بقطع رقابهم على الاعواد مثلما فعل باشياعه من قبل .