23 ديسمبر، 2024 4:19 ص

حتى  لايكون العبور إلى المجهول 

حتى  لايكون العبور إلى المجهول 

تميز الحراك ألمدني الاحتجاجي بسلميته خلال الثمانية أشهر الماضية ونجح بأستقطاب وتأييد أطراف عديدة بضمنها أحزاب السلطة .لم يأتي هذا الحراك من نزوة منظميه بل جاء نتيجة لحجم الدمار الذي حل بالمجتمع ، فالأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية والقضائية وحتى المجتمعية تسير نحو الخراب وكل هذه تحتاج لحل جذري ونوعي والحلول هذه لاتتعلق بشخص معين بل تتعلق بطبيعة النظام الفاسد ، اي ان المتظاهرين خرجوا من أجل الإصلاح والتغيير والتحول من نظام قائم على المحاصصة الطائفية والاثنية إلى نظام ديمقراطي يستند على أسس الديمقراطية المجتمعية التي تتحقق فيه المساواة والعدالة الاجتماعية والشفافية .
ان عبور المتظاهرين من ساحة التحرير إلى المنطقة الخضراء والاعتصام على أحد أبوابها هو منجز مهم لايجب التفريط به و هو نقلة نوعية للحراك وان تم بدعم من التيار الصدري الا انه لايجب إطلاقا الانجرار وراء سياسية المراهقة الثورية والمضي نحو المجهول الذي قد يقود البلاد لطريق تكون  عواقبه غير محسوبة .
ان تغيير نوعية الحراك السلمي من مرحلة إلى أخرى هو بحد ذاته عملية تثقيف  ودروس مهمة للجماهير القريبة والبعيدة  التي هي بحاجة لها ، ان الندوات التثقفية التي تجري داخل المخيمات والعروض المسرحية والقصائد الشعرية تدخل في باب التنوير الثقافي ومن اجل حشد المزيد من الجماهير ، كما ان تفعيل المنظمات المهنية الشبابية والطلابية والعمالية والفلاحية والنقابات المهنية الأخرى مثل المعلمين والمهندسين وباقي المهن كل هذه ترفد الحراك بدماء نوعية جديدة كفيلة بتغيير النظام الذي تميز بالحماقة والجهل والفساد .
ان الصراع وان اتخذ  ظاهريا رداء ديني لكنه بحقيقته صراع على السلطة ، المتصارعون لن يتنازلوا عنها بسهولة وان الدعوة لرفع السلاح بوجه السلطة من أجل تغيير قسري هو افضل هدية تقدم للنظام، أنه ينتظرها منذ زمن .
نصيحتنا  للحراك المدني ان لاينجر خلف دعاة السلاح لان الضروف غير ناضجة بعد وتحتاج لوقت ، فكل جنين له فترة معينة  لكي يكتمل فيها ليصبح الوليد المنتظر .