يقال ان المرء من جهله ومن اخطائه يتعلم ، ونحن نعترف اننا كنا جهلة بالسياسة وأخطأنا بشدة حين انتخبنا من ادعوا تمثيلنا وتبين انهم لايمثلون الا انفسهم وكتلهم ومصالحهم وولاءاتهم الخارجية ..لقد كنا حديثي عهد بالديمقراطية واعتادت آذاننا على خطابات القائد الضرورة فصدقنا خطابات المرشحين عن احزاب وكتل ادعت الوطنية والدعوة الى تحقيق حياة حرة وكريمة لنا وماان اعتلوا مقاعد السلطة حتى القوا بنا خلف ظهورهم والقوا بالعراق الى الحضيض وبالعراقيين الى التهلكة … لابد ان نتعلم من اخطائنا ولانصدقهم من جديد فنسمح لمخالب الطائفية ان تمزقنا ولمزايداتهم السياسية ان تلغي مطالبنا الحقيقية ..لانريد ان نظل نلعق جراح الماضي ونحن نفتح جراحا جديدة ..لقد تعلمنا دائما ان التضحية بالنفوس لصيقة ربما بقضية او مبدأ او اعتقاد حتى لو كان خاطئا في نظر الآخرين ، أما الآن ، وفي زمن الارتزاق فحتى التضحية بالنفس باتت بمقابل وقد تباع الارواح مقابل ثمن بخس ودون ان تجدي التضحية نفعا ..علينا اذن ان نتبع حواسنا وحاجتنا الحقيقية الى الامان والتغيير الفعلي، وان نترك مايدعو اليه السياسيون من مطالب شخصية وحزبوية فهم لايريدون التضحية بمكاسبهم السابقة حتى لو كانت النتيجة شفاء البلد من ازمته وقيام اصلاح حقيقي ..مازالوا يطالبون باستحقاقاتهم الانتخابية ويريدون ان يكون وزراء (التكنوقراط) حزبيين ايضا ، واذن فمافائدة الدعوة الى ابعاد الوجوه المستهلكة واختيار عناصر مستقلة وكفوءة في مجالاتها لتنهض بالبلد مادامت الاعتراضات قائمة والبرلمان ممزق بين الكتل والاحزاب ولايمكنه التصويت على شخصيات مستقلة ..
مهمة العبادي حاليا صعبة جدا وربما تكون مستحيلة بعد ان فتح السيد مقتدى الصدر باعتصامه داخل المنطقة الخضراء الباب لفعل حاسم ورد سريع ..ومهمة اتباع السيد الصدر ألا يفهموا ان اعتصامهم مكسبا صدريا بل حاجة وطنية ليجدوا تعاطفا وتأييدا من الشارع العراقي المتعطش الى
تغيير الوجوه التقليدية الكالحة وربما تسهل مهمة العبادي بعدها حين يؤازره الشارع العراقي في مشروعه الاصلاحي ولايضطر الى التسويات وارضاء الكتل والاحزاب ..لابد من ان يتعلم السياسيون الايثار والتضحية وان نتعلم التخفيف من اندفاعنا نحوهم دون رؤية صور واضحة للمستقبل ، والا فستتكرر الاخطاء وسيقودوننا وسنقود انفسنا هذه المرة الى تهلكة حقيقية