معالم اللعبة الدولية باتت واضحة لمن يمتلك فراسة النظر , وهي ملكة لاتأتي بدون جهد معرفي .
ألا أنني ألاحظ بوضوح أن أدارة موقع كتابات لم تحرص على خصوصية فراسة المعرفي في مقاربتها للآحداث في العراق وراحت تعكس موقفا لايترك لكتابها حقيقة ما تصدر عنوانها : من أن كتابها هم المحررون لموقعها .
وظهر ذلك ألانعكاس واضحا منذ أن سمحت بكتابة ملتبسة عن رجل معروف عند شعبه والعالم ذلك هو السيد روح الله الموسوي الخميني , ثم أن مقاربة تلك الكتابة لم تكن على مستوى من الجهد البحثي الذي يستحق العناية , فرجل كان فقيها له أبحاث ومؤلفات يعرفها أهل ألاختصاص , وقاد ثورة أصبحت في سجل الثورات , أنتجت حكومة ودولة بما لها وما عليها تفرض على من يريد دراستها أن يدخل من هذا المدخل , لامن باب ألانساب فقط كما فعل صاحب المقالة الملتبسة , وسبب وصفنا للآلتباس فيها : أنها نسيت أن السيد الخميني كان زاهدا لم تؤثر عليه مظاهر الدولة والحكم كما أثرت على غيره , لم يسمح لآفراد عائلته بالتدخل بالحكم , ولم يسكن القصور , ولم يستأثر بمال , ورجل هذه صفاته لايمكن أن يطمع بعد ذلك بنسب مهما كان رفيعا ,لذلك كان المقال الذي سمحت به كتابات ملتبسا , مما جر ألالتباس على أدارة الموقع التي لم تكتف بنشر المقال الملتبس وأنما أظهرت له واجهة أعلامية تحمل صورة السيد الخميني وصورة صاحب المقال الذي لم يكن معروفا بالقدر الذي يجعل صورته بجانب صورة رجل قائد معروف على نطاق واسع , وبقاء ذلك ألاعلان لفترة طويلة يتصدر واجهة موقع كتابات مما جلب شبهة لآدارة الموقع كانت في غنى عنها حتى ضرب الموقع فايروس تعطل من جرائه الموقع لآيام مما أفقدنا ماحفظ من كتاباتنا , فكانت الخسارة للجميع , ولو كان صاحب الموقع يستأنس بأستشارة العقول المجربة لما وقع بما وقع فيه ؟
ثم كانت المحطة الثانية التي أظهرت تحيزا في موقع كتابات لم تكن لصالحه , وذلك عندما بدأ يفتح باب التعليقات والتي لم يعطها قدرا من المسؤولية والحرص على سمعة الموقع الذي أصبح من المواقع العراقية المقروءة , حيث ترك للتعليقات أن تغزو موقع كتابات بفوضى عارمة فيها السباب والشتائم والتنابز بألالقاب مع غياب القدرة الواضحة لآغلب أصحاب التعليقات في عدم أمتلاكهم شروط الكتابة وأدابها , ولا شروط المتابعة وأصولها كحق للكاتب وللمعلق والناقد , فضلا عن محاولة أغلب التعليقات الكتابة بأسماء مستعارة , وهذه الظاهرة أخلت بسمعة موقع كتابات وقللت من شعبيته لدى النخب الفكرية والثقافية , سوى من يهوى التشبيب والطعن والتشهير والتسقيط وهذا النمط له اليوم وفرة عددية أصبحت بضاعة مستهدفة برخصها , وصيدا ثمينا لآعدائنا الذين لم يخفوا فرحهم بوجود مثل هذه ألاعداد في منطقتنا والعراق ممن لايميزون بين الناقة والجمل , ولذلك أذا درسنا قراء الموقع من الناحية السايكولوجية والمعرفية ستكون النتيجة غير مفرحة , لآن الذي يهرع وراء التشهير والتسقيط وتشويه اللغة بالمفردات السوقية , ولا يقبل على الدراسات الفكرية والمقالات السياسية , أنما يكشف عن أعاقة فكرية وخلل نفسي يحتاج الى علاج , ورغم أن الموقع قد وضع شرطا وحسنا مافعل وهو أن الضمير رقابة الكاتب , ألا أن بعض الكتاب لم يلتزم بذلك كالذي نشر له قبل سنوات في موقع كتابات مقالا ينكر عائدية المؤلف المشهور ” أقتصادنا ” للمفكر والمرجع الشهيد محمد باقر الصدر , ويقول صاحب ذلك المقال بجهل واضح وحماقة منفرة , أن صاحب التأليف هو ” أبو يوسف ” صاحب كتاب الخراج ؟ ويومها عتبت على السيد أياد الزاملي كيف ينشر مثل هذا اللغو وكان عتبي مصحوبا بدراسة حول الموضوع مما حدى بالسيد الزاملي أن يلتفت الى خطورة الموضوع ومجانبة صاحب المقال لزعم غير واقعي مضر بأنتاجنا الفكري وثقافتنا الوطنية التأسيسية , فقام بحذف المقال الملتبس من الموقع .
أما المحطة الثالثة التي كبرت معها خشيتنا من أنزلاق أدارة الموقع الى مايجعله طرفا غير محايد في ألازمة العراقية منذ تظاهرات ساحة التحرير ببغداد , والتي كنا نريد لها أن تكون صوتا حرا معتدلا في أنتقاد الحكومة , وصوتا معرفيا في توجيه مجريات العملية السياسية في العراق , ولكن شاءت ألاقدار أن تجري الرياح بما لاتشتهي السفن , فمثلما لم يراجع السياسيون في ألاحزاب والكتل أنفسهم , ولا يتفردوا بخطوات وقرارات هم ليسوا أهلا لها , ولم يشاوروا العقول وأهل الخبرة الذين لم يكونوا من أحزابهم وتنظيماتهم التي ظهر ضعفها , كذلك فعلت تظاهرات عام 2010 في ساحة التحرير والتي لم تستفد من أخطاء الحكومة وألاحزاب , ولم تشاور العقول وأصحاب الخبرة في العمل السياسي وفن أدارة التظاهرات , لذلك أنزلقت الى مهاوي فردية , وأخرى طائفية , فضاعت بوصلتها , مما أدى الى فشلها .
والسيد أياد الزاملي الذي لانعيب عليه ميله الى رأي ما فهذا من حقه وحق كل عراقي مخلص لبلده وشعبه أن يكون له رأي , ولكن ظهور ذلك الرأي يجعله موضعا للنظر والدراسة والتقويم , ومشاركة السيد أياد الزاملي في أجتماع أسطنبول حول الشأن العراقي هو واحد من المواقف الملتبسة بالنسبة لآدارة موقع كتابات , ويبقى حق السيد الزاملي معروفا في توجهه للنشاط السياسي ومشاركته فيه , ولكنه مطالب بمراجعة لاتلغي فهرسة تاريخ العمل السياسي العراقي لاسيما المعارض منه , وهذه المفردة عندما تنكر لها من دخل العمل السياسي من بوابة ألاحتلال أسس لخلل ألاداء السياسي الذي ظل يشكو من عرج معيب وفهم غير مصيب لآنه تخلى بل أقصى من هم أجدر وأعلم بمفردات العمل السياسي وحاضنته ألاجتماعية , فتصدي المتأخر على المتقدم يحرم الناس والدولة والحكم ثمار التجربة وعطاء العقول .
ومن أوضح معالم التحول والتحيز غير المفهوم ما قام به موقع كتابات من تبني وضع أفتتاحيات في مقدمة الموقع فيها الكثير من علامات ألاستفهام , لآنها تجعل من الموقع محرضا ومشاركا في فتنة ظهر فسادها في تظاهرات مفتعلة في المنطقة الغربية , يكفي لمعرفة ضررها على العراق : أن ألادارة ألاسرائيلية الصهيونية لاتخفي فرحها وسعادتها لما يحدث في العراق من جراء هذه التظاهرات الغريبة في شعاراتها وخطبها وفي طريقة أخراجها وممارساتها الميدانية التي لم تتوقف عند قطع الطريق الدولي , وأنما تجاوزته الى أطلاق عبارات غير لائقة وطنيا بحق الجيش العراقي ومن ثم القيام بقتل أفراد من الجيش العراقي , وفي الدستور العراقي , والقانون العراقي أي واحدة من تلك الحالات والمواقف تجعل مرتكبها مدانا , وفي القانون الدولي يحفل بأدانة واضحة لمفردات ماوقع من ممارسات في تلك التظاهرات التي لاتزال تصر على الخطأ , وطريقة عرض أدارة موقع كتابات لتلك التظاهرات فيها الكثير من التحريض على الفتنة , ناسية أن قضية أخطاء الحكومة وأحزابها التي كتبنا عنها الكثير لم تعد في الفهم السياسي لمجريات اللعبة الدولية ذات شأن وأولوية بلحاظ ظهور مستجدات تستهدف وجود الوطن العراقي ومقومات الدولة والمجتمع العراقي , فعندما كنا ننشغل ونناقش أخطاء الحكومة , وهذا حق وواجب , ولكن داهمنا خطر أخر خارجي المنشأ داخلي الوسائل حتى أصبح كالحريق , ومن يرى بيته يحترق , لايبقى منشغلا بمحاسبة ولده الذي أساء لآخيه أو لآبن الجيران , وأنما العقل يقول والمنطق :عليه أن يؤجل محاسبة الولد , ويبادر لآطفاء الحريق , وهذا مايحدث اليوم في العراق , ولذلك لم يستوعب بعض القراء طريقتنا في تناول مجريات ألامور فيما يخص ألاعتصامات غير المبررة بهذه الطريقة في العراق , ظنا منهم أننا ندافع عن الحكومة , مثلما ظن البعض في تناولنا للحدث السوري أننا ندافع عن بشار ألاسد , وكلا الرأين على غير الصواب .
أن ألاستعراضات المتكررة في أفتتاحيات موقع كتابات يحمل بعضها معلومة مغايرة للواقع مثل : نشره خبر سفر زوار عراقيين لمقام السيدة زينب ” بعنوان أربع طائرات تقل عراقيين الى مقام السيدة زينب ” ومقام السيدة زينب وهي بطلة المسيرة الكربلائية التي عرفها العالم بقدرتها على تحويل ألاحتجاج الى ثورة معرفية في وجه ألاستبداد , هذا المقام وهذه الشخصية الرمز تتعرض الى أعتداء جاهلي أرهابي وتشويه لموقعها التاريخي ونتيجة لذلك ألاعتداء ومحاولاته في نشر الرعب حتى أصبح المقاوم يشكو وحشة الزوار وقلتهم مما يفرح ألاعداء التكفيرريين , وهذا مما دعا المحبين والمخلصين للرمز الزينبي للقيام بزيارة المقام وهو تعبير عن الوفاء , مثلما هو توجه مدني عفوي لاعلاقة له بالحكومة , فلماذا تعرضها كتابات بطريقة ملتبسة ؟
ومن المواقف الملتبسة لآدارة موقع كتابات هو موقفها من التظاهرات التي فقدت هويتها الوطنية , وظهرت عبثيتها , ولكن موقع كتابات ظل يعرضها بطريقة لا تنصف الشعب العراقي , فألاصرار على ذكر ست محافظات منتفضة هو رقم غير حقيقي يعرفه العراقيون قبل غيرهم , والحديث عن حادثة حويجة بلغة من كان سببا في مقتل أفراد السيطرة العسكرية بالقرب من مسجد حويجة هو تحيز غير مقبول لصالح من يريد بالعراق ووحدته الوطنية شرا .
والحديث عن ألاخوة ألاعداء قاصدين بذلك السيد حسن نصر الله قائد المقاومة اللبنانية والسيد مقتدى الصد ر قائد التيار الصدري هو حديث ملتبس فيه الكثير من عدم ألامانة في النقل , وعدوة لنشر الكراهية
كما أن حديث أدارة الموقع فيما يخص الجارة أيران هو حديث يغلب عليه التحيز غير المبرر لجهة صحة المعلومة أو لجهة مصالح العراق الحقيقية في جوار أمن ومستقر حافظت عليه أيران أكثر من غيرها لاسيما تركيا المستفيدة من ألاستثمار في العراق أكثر من غيرها , بينما يستفيد العراق من السياحة الدينية من أيران أكثر من غيرها , على أن هذا لايلغي الملاحظات السياسية وألامنية بين العراق وأيران والتي يجب أن تدرس وتحلل بروح بعيدة عن الطائفية والعنصرية كما يحلو للكثير من التعليقات المسكونة بالحقد والعقد النفسية , وبعض المقالات التي لازالت تعيش في شراك النظرة الضيقة من أيام ثقافة حزبية مرحلة عبر غزو ثقافي غربي أستفاد من هيمنته ألاستعمارية في بداية القرن العشرين والتي غيرت منهجها ووسائل هيمنتها عبر تقنيات عصرية لم يكن ألانترنيت أخرها
أما الحديث عن الحكومة وأخطائها فقد تجاوز الحاجة الوطنية لذلك الى ماهو أبعد , حيث أتخذ طابع الهجوم المصحوب بالتحريض في وسط هجمة أقليمية تحظى مؤازرة من المحور التوراتي لآهداف بعيدة ظهرت فيها أسرائيل هي المستفيدة ألاكبر من خلال أعادة أنتخاب باراك أوباما الذي حرص على زيارة مصر وألقاء خطاب في جامعة القاهرة لم يكن للآمن المصري فيه حضورا , حتى أصبح عزل مبارك وألاطاحة به خيارا أمريكيا قبل أن يكون نصرا لنتائج ثورة الجماهير المصرية التي أضطهدت في ميدان التحرير عبر الخيالة وراكبي الجمال ومن ورائهم من كان في السلطة التي يعرف تفاصيلها عمرو سليمان الذي توفي في أمريكا بظروف غامضة ؟
لانريد لآدارة موقع كتابات ولا لغيره من الصحافة ألالكترونية , والصحف الورقية والفضائيات أن تتحول الى مولدات لآلتباس الصورة عن الحدث العراقي بما فيه من تظاهرات ملتبسة , وخلافات سياسية أكثر ألتباسا منذ ألاحكام القضائية التي صدرت بحق طارق الهاشمي الذي جسد صورة السياسي الذي يبحث عن مصالحه حتى لو كانت في حاضنة أعداء العراق حتى باع الولاء العراقي لصالح من هم ليسوا لصالح ذلك الولاء , ولم يكتفي بذلك بل عمل جاهدا على جعل قضيته الشخصية قضية مكون طائفي وهي ليست كذلك ؟
ولانريد لآدارة موقع كتابات أن تتخذ من الخلاف بين ألاقليم والحكومة المركزية الفدرالية منطلقا للنيل من الحكومة ورئيسها بدواعي شخصية فالخلاف بين المركز وألاقليم تحكمه المواد الدستورية , وألاعلام يجب أن ينطلق من هذه المرجعية دون غيرها حتى لانوقع بلادنا في مزيد من الضعف والوهن والحيرة ونترك لخصومنا وغرمائنا وأعدائنا فرصة التغلغل والتأثير على من هم صيد الحوادث وعاديات ألايام .
ولا نريد لآدارة موقع كتابات أن تزهو بعنوان مثل : ” الجواهري يجمع ألاسرائيلين في العراق ؟
مثلما لانريد لها أن تكون مسرحا للآنتهازية الثقافية التي تكتب عن يهود سكنوا العراق يوما بحثا عن نهج تلمودي توراتي , أو تخلفوا في وادي الرافدين نتيجة غزوات وحروب الملوك الذين يعملون لمملكتهم وليس لشعبهم , والذين كانوا أسرى الطواغيت تارة وأسرى الثقافات المنحرفة تارة أخرى أو أسرى الديانات التي لم تراع خطاب السماء ومنهجه فأنكفأت على ذاتها غير مكترثة بما حولها حتى أصبحت مقولتها :لايحق للعالم أن يحدد هوية ودولة الشعب اليهودي , وهذا ما ينادي به نتنياهو اليوم عندما قال : لاتهمنا مسائل الحدود فتلك تفاصيل ولكن يهمنا هوية يهودية الدولة ألاسرائيلية ” وعلى هذا الفهم تجري مساعي المحور التوراتي الذي سبقنا بالوصول الى المبتغى النهائي للحركة الصهيونية وهي حركة للصهيونية ومبتغى للمحور التوراتي في مقابل مشروع ألانتظار لدولة المهدي الذي يجعل من الحيوية في فلسفة ألاعتقاد تقوم على أنطباع الصورة في النفس والعقل والقلب الثلاثي الذي يستوعب حركة الكون ويلتقي معها في خطاب السماء عبر جمالية تستحوذ على الشعور الخلاق بما يبعده عن ألاملاق ؟
أدعو أدارة موقع كتابات أن تقرأ هذه الرؤية على ضوء حاجات العصر وخيارات الشعوب والتي لانريد للشعب العراقي أن يحرم منها .
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]