منذ سنوات وانا اكتب في هذا الموقع ” كتابات ” عن نوري المالكي ، حتى قبل ان يصبح مختارا لقرية منكوبة ، تمنيت عليه ذات يوم ان يصبح ” خوش” ادمي وكان هذا عنوانا لمقالتي قبل سنوات ؛ الا ان حظنا العاثر على مايبدو، حظه وحظي ، لم يتحول هو الى “خوش ” ادمي ولا انا تغيرت قناعتي بهذا القروي العنيد .
كيف له ان يكون ” خوش” ادمي ؟؟
في مرات كثيرة النظام السياسي ؛ في اخرى عادات وتقاليد الشعب ؛ في اخرى الوعي الجماهيري السياسي ، تجبر الحاكم على ان يتحول الى قائد ايجابي بناء.
لكنه اصر على ان يكون ( مو خوش) ضاربا عرض الحائظ فرصة تاريخية كانت بين يديه .. فرصة ممكنة ان يضع العراق على الطريق الصحيح خلال سنوات حكمة …
مو خوش مع حلفائه الشيعة .
مو خوش مع شركائه الاخرين في الوطن .
مو خوش مع الجيران .
مو خوش مع امريكا التي اجلسته على كرسي الحكم .
كم تمنيت في خطابه الاخير ان يكون ” خوش ” في كلام واضح وملخص يعتذر فيه للشعب عن الكارثة التي حلت به بسبب سياساته الاقصائية والتهميش وطائفيته البغيضة ويترك للجمهور ان يتذكر انجازاته خلال سنوات حكمه .
كم تمنيت له وعليه ان يخرج الى الناس ويسحب ترشيحه للثالثة قبل ان يجبر على ذلك !!!
مسكين الدكتاتور دائما ينسى انه دكتاتور فاسد ويتحدث عن انجازات فاشلة تم تحشيدها في ذهنه المريض من قبل المتملقين الذين سرعان ما تركوه وحيدا .
عن اي انجازات تحدث هذا الدكتاتور وماذا سوف يكتب عنها التاريخ !!!.. لقد اعدمت صدام .. ثم ماذا ؟؟
اعدمت صدام ثم تحولت انت الى صدام اخر .. ما الفائدة اذن ؟
السجون تغص بالابرياء ، الفساد في كل دوائر الدولة ، الديمقراطية حولتها الى مهزلة ، حزب الدعوة تحول الى عشيرة وموالين ، ضحايا التفجيرات اكثر عددا من ضحايا حروب صدام .. عن اي انجازات تحدث المالكي في خطاب الانسحاب ؟؟
عن الجنود الذي لا احد يعرف عددهم في مجزرة الابادة الجماعية في قاعدة سبايكر ؟؟ عن الفرق العسكرية التي استسلمت بلا قتال وتركت عتادها وسلاحها لداعش ؟؟ عن النازحين .. عن المدن التي تحولت الى خرائب ؟؟
عن ماذا يا نوري العلياوي ؟؟؟؟