22 مايو، 2024 4:15 ص
Search
Close this search box.

حتى صدام اراد النزول عندهم ..

Facebook
Twitter
LinkedIn

هي ليست منتجعات ولا اماكن في جزر البهاما او هواي .. ولا هي جزيرة السعديات في الامارات ولا علاقة لها بساحل جميرا او جبال كردستان الجميلة.. انها سجون السويد التي على ما يبدو كان صدام عام 2005 قد تقدم بطلب للامريكان بنقله الى احداها بانتظار محاكمته .. ولكن طلبه رفض من قبل السلطات السويدية وهذا ليس موضوعنا ..
لو كان بالامكان لهذا الموقع نشر صورة لاحدى زنازين السويد لارسلت الصورة ولكني على علم بعدم انتهاج هذه السياسة في مواقعنا الالكترونية لذا سأكتفي بوصف الصورة التي رأيتها في جريدة الغارديان البريطانية لكم
الزنزانة عبارة عن غرفة فيها سرير متوسط الحجم باغطية ملونة ووسادات تبدو مريحة .. والى جانت السرير هناك مكتبة وعليها كومبيوتر مربوط بشبكة الانترنت .. وعلى النافذة علقت ستائر ملونة والى جانب المكتب هناك مكتبة خشبية بستة ارفف مليئة بالكتب والسيديات المغلفة والمرتبة .. ثم هناك على طرف الغرفة باب يفضي الى تواليت وخارجه هناك مغسلة ومرآة وتحت المرآة وضع السجين قناني فيها ما يحتاج اليه من ادوات النظافة والصوابين وغيرها وامام ذلك دولاب خشبي يشبه دواليب شركة ايكيا السويدية بخشبها الاصفر.. ولم لا طالما ان السجن يقبع في بلد صناعة شركة ايكيا ..
بدت لي غرفة الزنزانة تلك كأي غرفة نوم اعتيادية بمحتوياتها .. اما الخبر المثير الذي جعل الغارديان تنشر تلك الصورة فمفاده تصريح اطلقه نيلز اوبرغ وهو مسؤول عن السجون والاصلاحيات السويدية يقول فيه ان السويد ستغلق عددا من السجون فيها بسبب انخفاض عدد السجناء !!
وعلى ما يبدو ان الجهود المصبوبة نحو اعادة تأهيل السجناء هناك قد اتت أُكلها ونجحت بحيث انها ادت الى انخفاض قدره 6% في عدد نزلاء السجون
**
كالمعتاد .. تحسرت على العراق وعلى نظام السجون فيه .. ولا اخفي سرا .. تذكرت الطريقة التي كان الامريكان يعاملون بها السجناء العراقيين من ابو غريب (الفضيحة المزدوجة التي طمست اسماء ابطالها من فيلق … واحد الجنرالات الامريكان ) الى الطرق الاكثر انسانية في معاملتهم للعراقيين بعد الفضيحة حيث اجبروا على اعادة تأهيل السجناء واطلاق سراح الكثير منهم ..
ولكن .. هل نجحت اساليب اعادة التاهيل تلك؟
هل خرج “المساجين” من العراقيين اللذين تعلموا استخدام الكومبيوتر وتصليح السيارات وصبغ جدران المنازل وغيرها من “الصنايع” اقول هل خرجوا من السجن وتعلموا ان درب الجرائم الارهابية -واصر على كلمة ارهابية- عبارة عن درب مسدود يودي بصاحبه الى التهلكة ويودي ايضا بحياة مئات البشر (على اعتبار ان كل شهيد يرحل في تلك العمليات يترك وراءه عائلة قد تتشرد بعد رحيله عنها ) ؟؟؟
المؤسف في الموضوع هو ان سجوننا على خلاف معظم المؤسسات التصحيحية والاصلاحية تخرج المزيد من المجرمين .. وتعرف الارهابيين ببعضهم البعض .. سجون يستخدمها الارهابيين كمدارس لتعليم اصولية الارهاب بكل التبريرات الجاهزة الدينية وغيرها
**
من اولى القنوات التلفزيونية العراقية التي عرضت اعترافات الارهابيين من تنظيم القاعدة العراقي وغيرها من التنظيمات الارهابية كانت قناة الفيحاء الفضائية .. وانا لست بصدد دعاية للقناة ولكن نهج القناة منذ عام 2003 الى يومنا هذا هو جلب تلك الاعترافات وعرضها على الشعب العراقي لمعرفة العدو الكامن في ظهرانينا ..
اخر تلك الاعترافات ادلى بها شخص اظنه الان محكوم بالاعدام او انه تنفذ فيه الحكم .. التقى به الدكتور محمد الطائي في هذا الرابط والذي ارجو نسخه ووضعه على محرك البحث لغرض مشاهدته ..
http://www.youtube.com/watch?v=fHWLm4Z_FWE
يقول الارهابي انه تعرف على قيادات تنظيم القاعدة وتخرج اميرا بعد اعتقاله ..
سؤالي الاول هو : بعد ان تم مسح يدي المجرم وتبيان وجود مادة السي فور عليها .. لماذا اطلق سراحه؟
اليس هناك قصاص لمن يقتل بشر واحد بصورة متعمدة في ديننا؟ فكيف بمن يزرع المتفجرات ويهيء الجو لمسرح القتل ؟؟
العراق لن يصل الى مستوى السويد في اعادة تأهيل المجرم .. فبعض الجرائم ومن يرتكبها هي عبارة عن مجازر انسانية .. وان اعيد تأهيل المجرم .. ابقوه تحت انظاركم .. فمعظمهم يعود الى تنظيمات الموت تلك ..
اما نظام السجون عندنا .. فحدث ولا حرج .. اذ كيف لهذا النظام ان يكون افضل من الطريقة التي تدار بها الدوائر الرسمية الحكومية او المصالح العامة الاخرى ..
العراق كله بحاجة الى اعادة تأهيل وهذا امر لا اظن ان هناك من يختلف عليه …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب