10 أبريل، 2024 5:39 م
Search
Close this search box.

حتى تعرفوا أهمية القضاء

Facebook
Twitter
LinkedIn

أثارت الأسئلة التي طرحتها عضو مجلس النواب العراقي الدكتورة حنان الفتلاوي في استجوابها الغيابي للمدير العام التنفيذي لهيئة الإعلام و الاتصالات اندهاشا كبيرا ، عن حجم الفساد و المخالفات الحاصلة في هذه الهيئة المهمة ، و تساءل البعض عن دور القضاء مما يحصل في هيئة الإعلام و الاتصالات ، و كأن القضاء هو المتستر على ما يحصل ! و رغم أن مدير عام هذه الهيئة لم يعر أي اهتمام لمجلس النواب و هو أعلى سلطة في الدولة العراقية و لم يحضر جلسات الاستجواب المتعددة ، بل و لم يزود المجلس بنسخ العقود التي أبرمتها الهيئة مع شركات الاتصالات و كذلك فعل ذلك مع مجلس الوزراء و دائرة الضريبة ، و هذا يؤكد بشكل جلي أن هذه المسئول مثال على من يتمتع بحماية و حصانة سياسية من المتابعة و المحاسبة ، فكيف للقاضي المختص أن يفعل ما عجزت عنه السلطتين التشريعية و التنفيذية بكل ما أوتيت من صلاحيات و قوة ، و هل وظيفة المحاكم و القضاة أن يشكلوا فرق جوالة لمداهمة مؤسسات الدولة و البحث عن المخالفات و الفساد !؟

في كل سنة تعلن المحاكم المختصة بالنزاهة حجم ما تحسمه من قضايا الفساد و على الأغلب تتجاوز الـ 90 بالمائة ، و هذه معدلات عمل قل ما نجد جهة رسمية تحققها ، ولو أن الجهات الكشفية المعنية بالنزاهة قامت بما عليها في هيئة الإعلام و الاتصالات ، لرأى الجميع أن القضاء سيحسمها كالدعاوى الأخرى ، و بحجم احتراف الكشف ستكون المحاكم قادرة على إدانة الفاسدين و محاكمتهم ، أما أن يعجز الجميع عن كشف الفاسدين و الوصول إلى ما يثبت فسادهم وسوءهم و تحميل القضاء جريرة ذلك ، فهذا يعني مناورة أخرى من قبل الشريحة الفاسدة التي تسعى لتشتيت صورة الحقيقة و العبث بالإجراءات المفترضة

لن يتمكن القضاء من القيام بدوره بغياب الأدوار المفترضة للسلطات الأخرى ، و لن يتمكن كذلك من القيام بواجباته المهمة و هو يتعرض لهذا الضغط بالتدخلات و التأثير على عمله ، فمن كان صادقا بالقضاء على الفساد و محاسبة الفاسدين فليمكن القضاء من ذلك و ليقم قبل كل شيء بدوره كما ينبغي .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب