23 مايو، 2024 2:17 م
Search
Close this search box.

حتى الرياضة نخرها الفساد؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

دول العالم، حكومات وأفراد، لم يتركوا سبيلاً إلاّ وخاضوا غماره؛ لأجل التعبير عن التقدم ورقي الحضارة، وبحثاً عن المردودات المادية، وسمعة الدولة بين الشعوب.
كرة القدم من أكثر الألعاب لها متابعين ومشاهير، وفريق أو شخص يستطيع أن يرفع راية بلده في المحافل الدولية.
بعض الدول عُرفت بمشاهيرها، أو نسأل الى أي الشعوب ينتمون، نعرف ماردونا وميسي من الأرجنتين، وبليه وسقراط وزيكو من البرازيل، ورونالدو من البرتغال، وبلاتني فرنسي وزين الدين زيدان جزائري الأصل، هؤولاء وغيرهم صنعوا أمجاد لبلدانهم، وربحت منهم الدول والأندية مليارات الدولارات، تفوق إنتاجنا الصناعي والزراعي وحتى صادراتنا النفطية؟!
كرة القدم لم تكن سوى لعبة مربحة أو تسلية تعبر عن رفاهية، بل أصبحت هيبة الدول مرهونة بها، ولا يعني أن الدول الأكثر تقدماً تملك أفضل الفرق؛ لكنها دخلت عالم السياسة والمال، فقد أنسحب العراق من دورة الخليج عندما أساء علاقاته، وكادت القطيعة الدبلوماسية تحدث، بين الجزائر ومصر بسبب مباراة.
الأرباح التي تجنيها الدول والأندية، جعلت لها إهتمام خاص، وتعاقدت بمليارات مع لاعبين ومدربين، حتى شركات الإعلان تدفع أرقام خيالية للاعبين، وبالطبع هؤولاء اللاعبون، يقومون بمشاريع خيرية ويتبرعون ويدعموا شرائح واسعة ومشاريع إنسانية، لأنهم يشعرون أينما ذهبوا أنهم يمثلون دولة ويحملون علمها، ولها الفضل عليهم.
في العراق كل شيء لدينا فيه مشكلة، ناتجة من سوء توزيع الثروات والعدالة الإجتماعية، والتفاوت الطبقي الكبير، الذي بدأ يتسع بعد 2003م، فننتقد الرئاسات والوزراء والبرلمانين والدرجات الخاصة، كون رواتبهم عالية، وسفراتهم وإيفاداتهم تأخذ من خزينة الدولة، وبالنتيجة من حقك وحقي، وحق عراقي لايجد مأوى في برد الشتاء وحرارة الصيف، وهذه المخصصات لا تتناسب من معدلات دخل الفرد. مثلما زادت الوظائف المترهلة، ظهر لدينا كم كبير من الأندية الرياضية، تستقطب لاعبين أجانب وعراقيين بمئات الملايين؟! حتى وأن كان النادي من الدرجة الثانية؟! وصار لك وزارة ومديرية فريق تصرف له مليارات، يمكن أن تسد رمق مئات آلاف يعيشون على القمامة، وبالطبع يقف وراء ذلك مافيات كبيرة تتقاسم الأموال والسفرات والإيفادات؟!
عقود بعض اللاعبين في الأندية العراقية وصل الى 750 مليون دينار، ناهيك عن الراتب والمخصصات والسفرات؟! ما يعني شهرياً قد يلعب ثلاثة مباريات بمبلغ الى65 مليون؟! وقد يقول قائل: هذا النادي حصل على درع الدوري؟! أقول وأي مواطن اليوم يتابع الأندية العراقية؟! ثم ماذا نكسب إذا فاز هذا النادي أو ذاك، ونحن لا نشعر بالأمان والعيش الكريم؟! ثم هل فرقنا بذلك المستوى من الإنجازات؟! وهل نعلم أن إدارات الأندية تحكمها مافيات لها علاقة وثيقة مع الكبار، وترتفع تخصيصاتها كلما كانت للوزراة تخصيصات عالية؟!
العراق لحد الآن في ترتيب متأخر عالمياً وعربياً وخليجياً، ولم يعو النادي الفلاني او اللاعب بالفائدة الى بلده، كحال السياسين تزيد أمواله ويستثمرها في الحارج وينسى ناسه؟!
الرياضة كبقية مفاصل الدولة، نخرها الفساد والترهل، وحتى الجلوس على مصطبات الإحتياط أصبح له ثمن، والدليل أن فرق كنا نفوز عليها بثمانية أهداف، خدمنا الحظ وخرجنا بالتعادل، وأما الأندية العالمية فهي تعتمد على التمويل الذاتي والأسهم والشركات العالمية والإعلانات، تُعطي ولا تأخذ من الدولة، وليست شركة ربحية على حساب سمعة بلد؟! وتناسوا أن كرة القدم كان لها دور كبير في توحيد دقات قلوب العراقيين الجريحة؟!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب