وقصدت بالدعوه هنا الدعاة ….فالشباب الذين يلحدون او يتشككون وفي طريقهم الى الالحاد يمرون بما لم تمر به الاجيال التي قبلهم من محنه ، بما في ذلك جيل التسعينات من القرن الماضي..استطيع ان اجزم ان العصر الحالي (مابعد النت واليوتيوب والفضائيات وغيره ) هو عصر له مقوماته المختلفه ..ولمساسه بالجانب العقدي من جهة ان الدعوه والادله التي مازال يسوقها الدعاة والمهتمون بالشان الاسلامي عقائديا.. كانت روحيه بحته او قليلة العلم ولاتدافع ..
قادة الفكر الاسلامي ومثقفوه والدعاة مازالوا يستعيرون من الماضي …لايمكنهم توجيه او اقناع شباب اليوم الذين يرزحون تحت تاثير ووطاة العلم الغربي وحضارته الناجحه …هم محترمون ولكن لايصلحون لقيادة هذا الزمان ..يتحدثون غير لغة العصر .وهم لايحتاجون الى التبحر في العلم ولكن يحتاجون الى تجديد الفكر..فعندما رفض شيخ الاسلام (ابن تيميه ) علم الفلك ..لم يكن متخلفا ولا جاهلا رحمه الله بل كان محقا وكان امر رفضه يتماشى مع المنطق لان الحسابات الفلكيه كانت خاطئه ولكن مع تقدم العلم اليوم بشكل مبهر وحقيقي صار لزاما الاخذ بعين الاعتبار..فمن ينكر كما انكر السابقون يصير جاهلا متخلفا ..اليوم هناك سيل ..ولا اسميه هجمه ..لان في اغلبه ليس موجها ضدنا او ضد المسيحيه او اي ديانه ..الموضوع يفرض نفسه عرضيا ..ولكن هو كالسيل ..لايتعمدك بالقصد ولكنك امامه فلابد من دفاعك عن نفسك وذويك او يجرفك ..وهنا اجيالنا الحاليه والقادمه -على نحو اخطر -..سوف تنفصل بشكل تام عن الدين وبذلك تخسر آخرتها ..فملثما انت حريص على ترتيب امور الدنيا لولدك ..فانك ستحزن لو علمت انه سيكون في الاخره من الخاسرين ..وكذلك يكون في الدنيا من الحائرين الضائغين ..فالامر ليس بتوفير الماكل والمسكن والعيش الرغيد فحسب…فقد مات انتحارا كثير ممن يعيشون رغدا في الغرب ..واتجه الى الاجرام من دوافع نفسيه وروحيه كثير من الميسورين ..والسبب هو الفراغ الروحي الخطر والنفسي الذي يخلفه فقد الايمان..الاسلام لايكفي ان يكون حصنا مجردا ، ولا المسيحيه ولا البوذيه ..الايمان بان الاسلام هو الحق ..هو الحصن ..ومعاونة الناس على الثبات عليه هو المهمه الاهم ..والتعامل مع الواقع من علم منتشر ومن وسائل تواصل عالميه ..ومقارعة الحجج او على الاقل ايجاد تفسيرات منطقيه لها ..ليست وهميه ..وليست لي اعناقها او التعسف بها لتوائم المنطق القديم او لتبررالنظريات العلميه الجديده المفحمه ..
نعم الاولون ابدعوا وادوا ماعليهم من مهمه على اكمل وجه ..الفوا وكتبوا وتكلموا وحاججوا واقنعوا ..عندما كان هذا هو شوط الحجج ومبلغها ..ولايمكن ان يصمد امامها مجادل …اما الان فان ربع ساعه من فيديو على اليوتيوب يمكن ان يهدم ..كتابا للامام الغزالي افنى فيه حياته ، عند غير المؤمن المتثبت من ايمانه ..والسبب ليس قصورا في كتاب الغزالي ..بل في الانتقاله الكبرى الحاصله في العالم اليوم ..والتي هي بحاجه الى انتقاله كبرى تكافئها، في اسلوب الدعوه والاقناع ، والشرح والتدليل ..بل وحتى اعادة النظر في التفاسير والايات والاحاديث ..ليس اعادة النظر التي اتكأ على التعلل بها بعض المشتغلين حديثا بالشأن الاسلامي (والذين كثيرا منهم ) مشكوك في نواياه بل وبعضهم مكشوف جدا من افعاله انه يبطن شيئا آخر ..وليس ايضا الاخرون الذين صاروا يتخذون من حجة اعادة النظر سبيلا الى نسف الثوابت او التلاعب بالحقائق او الطعن وركوب الشبهات ..وقد رايت ثلة -لا اجزم في نواياهم او دوافعهم او مصادرهم – ولكني ارى جليا وعلميا مايسيئون به الى الدين عقديا بل وحتى شرعيا فقهيا من خلال خوضهم فيما لم يتمكنوا من آلاته ولم يستعدوا بادواته ومالم يتحصنوا له بشكل صحيح من لغة وعلوم وحافظه ودراسه وتدريب ..ليقحموا انفسهم في التفسير بحجة اعادة النظر او في الحديث والحكم عليه وغيرها من الاشياء التخصصيه البحته التي لا يمكن ان يتصدى لها الا مختص متبحر ..
وهنا لست اقصد -حتى لايفتات علي مجادل ومااكثرهم – ليقول “الدين ليس اختصاصا وليس حكرا على احد وماالى ذلك من التشدق الجديد للذين يهرفون بما لايعرفون ” ..ان ما قصدته ليس شرطا ان يكون شهادات عليا من جامعات وما الى ذلك ..لان الذين كتبوا في هذا الشان قديما وبرعوا ..لم يكونوا من حملة الشهادات وربما كان بعضهم ايضا من ذوي الاختصاصات الحياتيه الاخرى والعلوم الدنيويه البحته احيانا ..ولكنهم لما ارادوا الخوض في هذا الامر ، خصصوا حقبة كبيره من حياتهم للتفرغ له ودراسته والتدرج فيه والالمام بجوانبه والتمرس فيه قبل ان يتكلموا ..لان القضيه ليست قضية راي حر ..انما هو علم يدرس..وقد آليت على نفسي من بسيط معرفتي ان اتصدى لبعض منهم ما آتاني الله من قوه وما سنح لي قلمي ..وسانشر عنهم مقالات تباعا بدءا من الايام القليله القادمه ان امد الله في اعمارنا ..وساحاول نشره على كل المنابر التي اعتدت ان انشر من خلالها او اصل اليها ابتغاءا لوجه الله ..ولكل اسم من تلك الاسماء بمشيئة الله ..من المتصدرين حاليا واشتهروا بين ظهرانينا عربيا على الاقل على وسائل الاعلام والتواصل كل على حده ..مع رد علمي على ادعائاته ان كان مدعيا او اخطائه ان كان طالبا لشهره او على شبهاته ان كان مدفوعا بدافع وبيننا وبينهم الحجة والعلم والدليل ..او على هفواته ان كان يفعل مايفعله بنية سليمه ولكنه يخطيء كما نخطيء ويخطيء غيرنا ..وكل يقطع شوطه ..ومن الله السداد ..ولله وحده الكمال ..