اتسمت الظاهرة الأبرز في العراق بعد دعوات السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري الوطني للتصدي المباشر للفساد الحكومي والسياسي و للظاهرة الداعشية بكل اتجاهاتها في الفساد والتطرف واستباحة الارض من قبل الجماعات التكفيرية ، فكانت دعوات وطنية خالصة لأبرز قائد وزعيم ديني في العراق ينادي بثورة الإصلاح معززة بالموقف والسلوك الوطني الذي تحدى كل اشكال الفئوية والحزبية والطائفية وعززت الشعور بالانتماء الوطني لدى الجميع وتحفيزهم على دعم رسالة الإصلاح الوطنية ..
ومن خلال القراءة العامة لخطوط واتجاهات البيت الصدري المتمثل باسرة ال الصدر الكرام بكل رموزها الدينية وانتسابها الشريف وانتمائها الوطني ومواقفها عبر التاريخ التي تأسست على منهج العدل والأمانة والشعور العالي بالقيادة الروحية والدينية للامة الاسلامية على حد سواء اذ تمثلت في قيادة مرجعية تنتسب الى أعرق البيوتات المحمدية الطاهرة والتي كان لها الدور الريادي في التوجيه والقيادة لأوسع الشرائح الاسلامية ويعد الظهور الاوسع في نشر تعاليم الدين الإسلامي السمح برسالة الاعتدال المتمثلة بنشر ثقافة الوحدة الاسلامية عبر أطياف الوطن الواحد وتعزيز اواصر المحبة في نشر رسالة السلام والمحبة في المجتمع عبر فوضى التطرف والاديان والأخطار التي تواجهها الامة ..
لعب البيت الصدري وخصوصا في فترة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر رضوان الله تعالى عليه دورا وطنيا وحدويا في اعتى فترة زمنية في العراق ولاقت رسالته الوحدوية الوطنية قبولا على المستوى الشعبي في العراق والدولي العربي من حيث مفاهيم تلك الرسالة الوحدوية التي ركزت على مفهوم الوحدة الوطنية الاسلامية منهجا واسلوبا متبعا من خلال تطبيقها فكرا واسلوبا في كل الأطروحات والرسائل والتشريعات والافتاءات وان المدرسة الصدرية الوطنية الاسلامية تعد من ابرز المدارس الإسلامية حتى على مستوى الفقه والتشريع والعقائد واحترام الانسان وعقائده وممارساته الدينية والانفتاح الفكري التام مع كل الطوائف والاديان لتكون جسرا ومعبرا لتحقيق الوحدة الوطنية الاسلامية التكاملية في فكر ومنهج ال الصدر وكفاحهم المستمر ضد العنصرية والتشدد والتطرف وزرع ثقافة المحبة والقبول والتماسك الوحدوي في وطن مزدهر اسلامي وعروبي واجب الجميع مسؤولية المحافظة والدفاع عنه حيث لا يستطيع الإنسان العيش بدون وطن يحميه ويدافع عنه ويرعاه ويقدم له الخدمات المختلفة كالتعليم والصحة والارتقاء به كإنسان والسمو بأخلاقه وتهذيبها، فالانتماء لوطن معين هو غريزة في الإنسان، فالإنسان الذي يدعي أنه يستطيع العيش بلا هوية تحدده وبلا جنسية يحملها أو وطن يلم شمله وينتمي إليه ويلجأ إليه عندما يمر في أزمة معينة، هو إنسان خائب خاسر لا يوجد له مبدأ وحياته بلا معنى، فالانتماء شئ أساسي في الحياة والتي بدونها تختل الشخصية وتضطرب الأفكار والنفسية والمواقف. لما يوفره الوطن للإنسان من كرامة وحرية وعيش كريم وهانئ، فهو أيضاً يتوجب عليه أن يقدم واجبات عديدة للوطن، كالاهتمام به والدفاع عنه والغيرة على مصالحه، ولا يعني هذا التعصب والانغلاق ضد الآخر، فهذه العقليات قد أثارت الويلات والزوابع في العالم أجمع وعلى مر الأمان، وهذا ما ادركته المدرسة الصدرية ومؤسسها مبكرا ووضع البرامج الإسلامية والأخلاقية والتربوية في اعداد المنهج الصحيح في زرع ثقافة حب الوطن في نفوس الانسان وتحفيزه الجماهير والمقلدين والمتبعين لهذا النهج في احترام الاخر واحترام عقائده وافكاره وفق ثقافة العيش في الوطن الواحد والمصير الواحد فكانت رسالة السيد مقتدى الصدر توسمت في اسمى شعار وطني يطلقه قائد من صميم الشعب والذي كان شعاره شرارة الانطلاقة الوطنية الكبرى التي كانت شعارها (حب الوطن من الإيمان) فكرا وسلوكا حقيقيا والرسالة والأعمق تأثيرا والعابرة لكل خطوط التطرف في ظل عقليات بدائية وظل اوضاع تعيشها الامة في ظل التخندق الطائفي والفئوي فمعنى أن أكون محباً لوطني لا يفيد نهائياً تحقير الآخرين والإدعاء بالأفضلية والأحقية وفي أن أكون فقط، عقليات كهذه هي سبب ما تعاني الأمة العربية اليوم من فرقة وعصبيات بغيضة جرت لها الدمار والخراب على كافة السبل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. من الواجبات تجاه الوطن الدفاع عنه ضد الأعداء الخارجيين له الأعداء الداخليين، فالأعداء الخارجيين هم من يسعون للسيطرة على البلد ونهب ثرواته ومقدراته وإذلال شعبه، أما الأعداء الداخليين فهم أصحاب المصالح والأجندات الخارجية وهم أخطر من الخارجيين بسبب عدم وضوحهم وتخفيهم وحياكتهم للمؤامرات بطرق سرية عصية على الاكتشاف إلا للمتيقظين، وحماية الوطن أيضاً من الفاسدين والانتهازيين الذين يريدون زيادة ثرواتهم من مقدرات الامة والشعب بالنهب والسلب العلني وربما المقنن بقوانين فاسدة وضعت من قبل أناس فاسدين. من الواجبات تجاه الوطن عدم الشعور بالاستعلاء والفوقية على كل المواطنين المخالفين سواء بالمعتقد أو العرق أو الفكر أو المذهب، لأن هذا من شأنه أن يقلل من الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد وبالتالي دخول المندسين بينهم. يتوجب على المواطن الغيور على مصلحة بلده الحفاظ على ممتلكاته وإرثه كلما استطاع إلى ذلك سبيلاً فالوطن لا يتسحق أن ندمر تراثه وآثاره، ولا يستحق أيضاً أن نحوله إلى سلة مهملات كبيرة. كما يستحق الوطن من أبناءه التمسك به والشعور بالاعتزاز بالانتساب إليه، فوق ثقافة التطرف والتشرذم والانقسام فالوطن اسمى واثمن ويعلو ويسمو فوق الطائفية والفئوية وسياسات الاحتكار الدكتاتوري وليس التسابق لتركه والتخلي عنه، في أصعب المواقف وهي التي يكون فيها الفساد عاماً وطاغياً فلا وجود للقوانين ولا لتكافؤ الفرص ولا لتقدير الخبرات فهذه البيئة هي بالقطع بيئة طارد لأبناء الوطن، فهم بهذا سيسعون بكل تأكيد إلى إيجاد مكان بديل يعيشون فيه ويوفر لهم الكرامة والحرية والمساواة. فكانت رسالة الإصلاح التي دعا لها زعيم التيار الصدري تحمل في طياتها الموضوعية والمهنية والضرورة الأخلاقية كمنهج عمل وهي رسالة معززرة بثورة تحررية واقعية تطلق شرارتها في في كل وقت لازاحة الفاسدين والعابثين انها رسالة كل انسان وطني وغيور على بلده وشعبه لتخليص العراق من براثن الاحتلال الداعشي والفساد الحكومي والسياسي ….والدفاع عنه بابرز تشكيلات عقائدية ووطنية مستلهمة (حب الوطن من الإيمان) بالدفاع عن العراق وارضه وشعبه بكل اطيافه ومقدساته حتى الاطاحة برموز الظلم والطغاة والفساد.