ولدنا وفطرنا على حب الله ورسوله وال بيته واصحابه ولحب الحُسين نكهة تختلف عن كل شيء فقد ارضعتنا امهاتنا على حبه وأودبنا من اباءنا بأخلاق الحُسين ولو جمعنا كل حروف الحب وكلمات العشق للأمام الحُسين لما وصلنا لحد قطرةً من بحر فيص حبه فالحُسين منهاج وثورة وطريق الحق بل هو الحق كله بوجه الباطل
تمر علينا ذكرى اربعينة الامام الحُسين لمعركة خلدها التأريخ بأنتصار الدم على السيف بأروع المأثر علمت الانسانية ان الظلم لا يدوم مهما جار واستبد جلادوه وان ذكروا حلت عليهم اللعنة وخلد سيدنا الحُسين وضريحة شاخص للاجيال على مدى الدهر يشع نوراً لناظريه فالحُسين قضية اصبحت للعالم مناراً يستمد منها الحق بوجه الباطل
وكيف ان الحق ينتصر ولو بعد حين وان الحُسين ثورة ومبادئ وقيم الرجولة وان قضية الحُسين ارادها الله طريقاً مستقيم ينير للعالم ودرساً بالغاً ان المؤمن مهما ابتلاه الله فهو على نصره لقدير مهما طال الظلم واستبد الطاغي بظلمه
فالحُسين ليس شعار او راية او مسير قدم والحُسين ليس قراءة قصيدة او لطم خدود او اسالة دماء بأبشع الصور الحُسين قضية امة هي امة جده محمد والحُسين كفة الحق كله بوجه الباطل كله على مدى الحياة فكل القضايا تموت وتصبح ذكرى في طيات صحف التأريخ الا قضية الحُسين تتجدد كل يوم فالحُسين ولد ومعه قضيته للعالم اجمع ولم تكن لطائفة دون اخرى لتنفرد بحبها له فالحُسين لغاندي في الهند عندما حرر بلده من استعمار ل٥٠٠ سنة ونهض به ليشار له بالبنان وتشي جيفار في كوبا عندما استلهم من (لا) الحُسين درساً بوجه الطغاة ليخلد في كتب التأريخ كمناضل من اجل الحرية ولنلسون مانديلا في جنوب افريقيا ليستلهم من الحُسين قيم الرجولة والتسامح بوجه من ظلموه رغم انهم ليسوا بمسلمين ولكنهم استلهموا من قضية الحُسين فكرهم ليصنعوا لشعوبهم تأريخ وفي بلدي لا نعرف من قضية الحُسين الا لطم الخدود وطبخ القيمة وفج الرؤوس بالسيوف او قصيدة تقرأ في محرماً الحرام وتنسى بعده فصرخة الحُسين اعظم (لا) من حرفين عرفها التأريخ فلعنة الله على من سوف قضية الحُسين لتختصر بمثل هكذا اعمال فالحُسين منهج وطريق لا يحتاج الى منّظر ليعلمنا حبه او يزايد علينا في ذلك ولكن الفرق بين من يحب الحُسين بعقله وقلبه غير عن من يحبه بلطم الخدود وسير القدم وهو لا يسير على نهجة في مقارعة الظلم وجور الحكام
الحُسين لا يحتاج الى لطم الخدود او طبخ القدور او السير على القدم فالحُسين في جنات الخلد بجنب جده خالد مخلد ولا يمكن ان يختصر براية من خرقة قماش فأسم الحُسين كتب بدمه في قلب السماء اعلى من اعلى سارية
فملحمة عاشوراء هي فكر وعقيدة ونهج وهدف وحدث اسلامي وبطولة ورسالة هي ثورة الانسانية على الوحشية وثورة الحق على الباطل وثورة المظلوم على الظالم هي صورة القيم السامية على التخلف والتمرد وهي ثورة الهدايا على الظلال فأحيائنا وتخليدنا لهذه الثورة الحُسينية لا يمكن ان يقتصر على لطم الخدود او النحيب وارتداء السواد والطبخ بل علينا ان نستلهم من تلك الملحمة العظيمة قيم الرجولة والفداء لسيدنا الحُسين عندما خرج للاصلاح ونصرة المظلوم واعلاء كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله فصدق حين قال ( لم اخرج اشراً ولا بطراً وانما اردت الاصلاح في امة جدي محمد ) فسلاماً عليك سيدي مابقي الليل والنهار يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً