23 ديسمبر، 2024 7:09 م

حبيبتي / نينا / … اعتذر لك

حبيبتي / نينا / … اعتذر لك

تمر علينا في هذه الايام الذكرى التاسعة لتأسيس الوكالة الوطنية العراقية للانباء / نينا / ، هذه الوكالة التي غيرت مسار تاريخ الوكالات في العراق فكانت الاجمل بكل شيء والاصدق بكل شيء والواقفة من الجميع بمسافة واحدة بكل شيء ، بفضل كادرها و( زعيمها ) شيخ الصحفيين العراقيين الاستاذ الكبير محسن حسين ( ابو علاء ) حفظه الله ورعاه الذي تجاوز عامه الثمانين وباقي الاساتذة الزملاء مثل الزميل حافظ الراوي والزميل شفيق العبيدي والزميل زيد الحديثي والزميل ابو مثنى ، ولا انسى المرحوم الاستاذ حسين السامرائي رحمه الله والزميل العزاوي الذي ادعو الله ان يمن عليه بالصحة والعافية .
كل هؤلاء كانوا اساتذتي في هذه الوكالة التي دخلت اليها بعد اشهر من تأسيسها كمراسل بسيط اعمل لحسابها في مجلس النواب العراقي في بداية عام 2006 لخمس سنوات متواصلة او اكثر ، اذ ان هذا العام وما تبعه كانت فيه الحرب الطائفية في البلد على اشدها ، ومن الصعب على اي وسيلة اعلام ان تكون حيادية ، لكن بفضل سياسة الوكالة كانت ( كعبة ) لكل وسائل الاعلام ان كانت سنية او شيعية او ليبرالية او اسلامية ، وكان الخبر الذي يخرج من / نينا / ثقة بدون اي تدقيق او تمحيص من باقي وسائل الاعلام الاخرى ويعرض على شاشاتها او اوراق صحفها او على مسامع الناس كالسيل بدون اي عقبات .
واحدة من مصداقية وحيادية هذه الوكالة هي عبارة عن مقولة قالها لنا الاستاذ محسن حسين بقوله ، انه ” لا يوجد اي انسان في العالم لا يملك رأي او توجه معين ، لكن الصحفي الذي يدخل من باب / نينا / كصحفي عليه ان ينزع رداء اي توجه ويلبس رداء الحيادية ، ومن يعمل خلاف ذلك فسيجد نفسه خارجها “.
هذه القاعدة والاخلاق الصحفية التي زرعها فينا اساتذتنا في / نينا / ، وعكسناها في كل وسائل الاعلام اللاحقة التي عملنا بها ، اذ خلال تجربتي في هذه الوكالة مررت وباقي زملائي بالكثير من الاحداث المثيرة التي ما زالت عالقة في ذهني منها اعتقالي من قبل قوات الاحتلال الامريكي وكذلك حادثتي المشهورة مع وزير التجارة الاسبق عبد الفلاح السوداني وما ترتب عليها من ردود فعل تناولتها كافة وسائل الاعلام ، وكذلك تعرضي لعملية اطلاق نار من ( قناص امريكي ) في وسط وزارة الداخلية وكان بصحبتي مدير اعلام الوزارة العميد علاء الطائي والناطق الرسمي باسم الوزارة في حينها اللواء عبد الكريم خلف ، ونجاتي باعجوبة من حادثة قصف الوكالة بصاروخ حينما كنت انا بداخلها ، ما عدى الاحداث الاخرى التي هي اقل اهمية من هذه الاحداث .
الجميل بالموضوع ، ان نقابة الصحفيين ونقيبها الزميل مؤيد اللامي حافظ على ( قدسية ) هذه الوكالة وابقوا على كادرها كاملا وكذلك على سياستها التي لم تتأثر رغم امتلاكها – اي النقابة – عائدية / نينا /، وهذا بالتأكيد هو سبب من اسباب استمرار / نينا / في تميزها وحياديتها وثقلها في الساحة الاعلامية العراقية .
ورغم تنقلي بعد / نينا / في اكثر من وسيلة اعلام استلمت خلالها مناصب صحفية منها رئاسة تحرير وكالة انباء بغداد الدولية ، وادارة اخبار قناة افاق الفضائية ، الا ان عيني وقلبي ما زالا يرفرفان شوقا وحبا وحنينا لـ / نينا / التي لا انسى فضلها وفضل اساتذتي وما قدموه لي شخصيا وزملائي الصحفيين الاخريين مثل الزملاء حيدر حمادة وكاظم العطواني وقصي الدليمي ، فهي التي صنعت منا صحفيين حقيقيين ، وسابقى اتابعها عن بعد كأبن بار يشتاق الى حضنها .
رغم اني على علم ان / نينا / سوف لن تنسى ابنائها وهي تحتفل معهم بعيدها التاسع ، الا انه يعز علي ويحزنني كثيرا ان اكون الابن الوحيد ( المنسي ) فيها ، رغم اني لم اسيء اليها يوما .
مع هذا عذرا حبيبتي / نينا / وستبقين في قلبي ولساني يلهج باسمك ما حييت ، فانت الام والقدوة والاستاذة التي بذلت لابنائها ، وشكرا لنقيب الصحفيين الاستاذ مؤيد اللامي ولباقي كادرها من اساتذتي المحترمين على ما قدموه لهذه الوكالة العظيمة لاسيما الاستاذ الكبير محسن حسين المحترم ، والف الف مبروك