مازلت اتذكر العبارة الشهيرة لوزير الدعاية في عهد هتلر ، جوزيف جوبلز، الذي قال “اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس” والتي ما يزال بعض المتصدين للمسؤولية يعملون بها وهي من أهم أولويات خططهم في العصر الحديث من أجل تطبيقها على أرض الواقع ومن منطلق “الجذب المصفط أفضل من الصدك المخربط” وبالتالي يتصوروا متوهمين امكانية التاثير بالناس من خلال الكذب عليهم ولو لبعض الوقت وبصور مختلفة ومنها الدعايات والتصريحات والاعلانات المثيرة واستغلال بعض من يحسب نفسه على وسائل الاعلام من أجل الترويج لها متناسين انهم أصبحوا جزء من عملية الكذب على الناس” صخم الله وجوهكم ”
وهنا نتوقف عند الاعلانات التي ملئت أغلب شوارع محافظة الديوانية الرئيسية ورفعت شعارات ماأنزل الله بها من سلطان وحتما ولابد فأن مروجيها سيعزون سلفا أسباب عدم تنفيذها الى حمى التقشف وحينها ستكون في مهب الريح لانها بالاصل خيالية كشعارات السيد عبعوب وصخرته العجيبة ومنها “الديوانية تنهض بنفسها ” و” نتعلم لننهض بالديوانية ” و” الديوانية شامخة بنخيلها “
وحقيقة ان تلك الشعارات هي دعايات ليس الا ، لكنها استنفذت الملايين ولوانها أنفقت على المشاريع لكانت أفضل لانها أصبحت مثار سخرية من قبل المواطنين وكأننا على أبواب انتخابات فلا الديوانية نهضت بنفسها لشدة فقرها ناهيك عن انها تشكو قلة الخدمات وشوارعها تملئها الحفر والمطبات واغلب مشاريعها متلكئة ومازالت قراراتها تتأرجح ولانخيلها عاد باسقا فابنائها يأكلون التمر المستورد أما مدارسها فأن أغلبها من البناء الجاهز ” تلطيش ” وأغلبية طلبتها يعتمدون على الدروس الخصوصية التي أرهقت جيوب ابائهم وواقعها الصحي متردي وأصبح تشخيص المريض يمر عن طريق الحمايات التي وزعت على المستشفيات بحجة توفير الحماية
وكما يبدو ان اصرارهم على الكذب مازال ساري المفعول فهم لم يكتفوا بما أهدر من ملايين الدنانير على النشرات الضوئية التي خفت نورها واصبحت الان كشماعة الملابس القديمة التي كانت تستخدمها أمهاتنا أبان الثمانينات وهي “الحبل “
اذن متى سيعي أصحاب العقول الفارغة بأن خدمة الناس حاجة ملحة وان ضياع المال العام على حاجات ليست ضرورية هو سرقة لقوت الشعب، هم بطبيعة الحال يريدوننا أن نصدق كل ما يقولون، ونغرقهم بكلمات الشكر والعرفان كمايفعل البعض من مؤيديهم ولا يسمحون أن ننتقدهم ونسألهم ، وإذا ماتجرأنا فإننا حينها سنكون أعداء لهم، ويصوروننا عبر وسائل إعلامهم ومواقع التواصل الاجتماعي التي يديرها سماسرتهم اننا أعداء التطور الذي ينشدوه وان مايحدث من خراب ودمار وتوزيع الرز ” المدود “على المواطنين وتردي الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية وكثرة الحفر والطسات وطفح المجاري .. و.. و.. الخ ، نحن نقف ورائه ، متناسين ان كذبهم هو الذين قادهم الى تلك المواقف ووضعهم في زاوية ضيقة وبالتأكيد سيجعلهم يحصدون ثمار مازرعوه ولو بعد حين لان”حبل الكذب قصير”