21 ديسمبر، 2024 5:41 م

لم يمر يوم واحد على تصريحات دولة الرئيس النارية والتي هاجم فيها الجميع دون استثناء، حتى وقف بالضد من بعضها نائبه لشؤون الطاقة، الدكتور حسين الشهرستاني، وتحديدا فيما يخص موضوع الكهرباء، ففي الوقت الذي اتهم فيه المالكي نائبه بتضليله للحقائق وتزويده بارقام خاطئة عن واقع الطاقة، اضافة الى اتهامه بالتلاعب فيما يخص عقد شراء الحكومة لتوربينات غازية تعمل على الغاز الجاف، تنصل نائب رئيس الوزراء من كل هذا الكلام جملة وتفصيلا، مدعيا ان مهمته تقتصر على رسم السياسة الستراتيجية للطاقة المستقبلية للعراق والتنسيق بين وزارات الطاقة لتنفيذ خططها المقرة، اما فيما يخص موضوع التوربينات فقد اكد الدكتور الشهرستاني بانه اعترض على عقد شراء هذه التوربينات الا ان مجلس الوزراء وافق على شرائها.
وبين تصريحات دولة الرئيس الانفعالية، ورد نائبه لشؤون الطاقة المعاكسة، ضاعت الحقيقة بينهما، وهنا وقعنا بين ناري الحزب الواحد، والتوجه الواحد، فمن هو الصادق منهم، ومن هو الكاذب؟، وهل ستكون تصريحات الدكتور الشهرستاني القشة التي ستزيله من منصبه، ليعلن استقالته الشكلية وبطلب من دولة الرئيس كما فعلها في السابق مع اغلب خصمائه ومعارضيه؟.
والردود المناقضة لكلام وتصريحات دولة الرئيس لم تتوقف على الدكتور الشهرستاني، بل تعدى ذلك، اذ خرج وزير العدل من صمته، والقى باللائمة على وزارة الداخلية، واستخباراتها فيما يخص موضوع هروب مجرمي القاعدة من سجني التاجي وابي غريب، فهو من جهة اكد وحدد الجهة المقصرة في ذلك، ومن جهة اخرى بين العدد الحقيقي للهاربين، والذي حاول الحزب الحاكم ابتداءا برئيسه ونزولا عند نوابه الى عكس الحقائق من خلال القاء اللوم في ذلك على شركائهم السياسيين في الحكومة، اضافة الى تقليل عدد الفارين من السجن قدر الامكان، كعادتهم في تضليل الحقائق على ابناء شعبهم في كل مازق وحدث يمرون به.
الا ان اقبح ما قرات، وارخص ما شاهدت، هذه الايام، من بعض النفسيات المريضة المقربة من الحزب الحاكم والتي تنشر بعض الاخبار زيفا وبهتانا في شهر الله الاعظم، غير مراعية حرمته، هو ادعاءها ان محافظ بغداد قد الزم طالبات الجامعات في بغداد بارتداء الحجاب، وهذا النزول الاخلاقي التسافلي في قذف الناس لهو اسوأ ما وصل اليه الحزب الحاكم ومقربيه، اذ انهم يتصورون بافعالهم هذه سيكسبون رضا الناس، مع العلم انهم بهذه الافعال يستهزئون بعقول العراقيين، ويرونهم من منظارهم المتعالي انهم سذجا يصدقون اي شيء ينشرونه، عجبا لهم ولما يصنعون؟!!.
فما دخل محافظ بغداد بالجامعات؟، وما شانه بالحجاب؟، الهذه الدرجة انتم ترون الناس سذجا وصبيانا فتضحكون على عقولهم؟، اهكذا تنظرون للشعب؟، على انه غافل لا يملك من الوعي شيئا؟، الهذا الحد وصل استخفافكم بعقول الجماهير؟، افبعد كل هذا الاستهتار والاستخفاف بالناس والنظر اليهم بهذه النظرة الصبيانية سيخرج احد ويدافع عن هذه الثلة المزيفة للحقائق والوقائع من اجل البقاء على سدة السلطة؟.
فان كان هناك من يقول نعم، فاختصر اجابتي له بالمثل الانكَليزي الشهير:
العاقل من له عينان تبصران، أما الأحمق فله في وجهه تجويفان.