23 ديسمبر، 2024 9:42 م

حبشكلات كلمه أطلقها شاب لطيف ممثل عراقي في احد المسلسلات الرمضانية،  وتعني جمع المال بعد صراع مع الحياة والعيش المرير وهو في ريعان شبابه، وقد عمل كل شيء من اجل كسب الحبشكلات،  وفي نهاية المطاف وصل به الأمر الى ان يسرق ويكذب ويحتال على الآخرين من اجل كسب المال، والذي هو شيء مهم في حياة الإنسان عامة وفئة الشباب خاصة.
يعد العراق في مقدمة الدول في العالم لامتلاكه كثير من الموارد الطبيعية،  ويمتلك أرضا خصبة وسياحة دينية وفصليه،  وبهذه الأمور يكون محط أنظار جميع المحيط الإقليمي والعربي،  وموضع اهتمام عالمي،  لا سيما وان العالم كله مقبل على جفاف في الثروات الطبيعية التي تستخرج من باطن الأرض،  وهذا ما جعل العراق ساحة للطامعين والمتخاصمين على تلك الثروات التي يمتلكها العراق، وأدخلته مسارات ضيقة ووصلته الى حافت الهاوية، حيث يعيش أكثر أبناءه تحت خط الفقر حسب الإحصائيات الأخيرة التي اجرية من قبل منظمات دولية، وتفاقمت تلك الحالة بعد سقوط النظام البعثي في عام 2003 وتسلق الى مقاليد الحكم سياسي الصدفة والطائشين في طوفان الغرور والمراهقين في أفعالهم،  وقد بلغة ميزانيات العراق خلال العشر سنوات المنصرمة مئات مليارات الدولارات أي ما تعادل ميزانية ثلاث دول البحرين،  والأردن،  وسورية، لأكثر من ثلاثة عقود، وشعبة ألان يسكن في بيوت الصفيح،  وتملئ الشوارع والتقاطعات والساحات العامة الشحاذين.
حيث أصيب اليوم الكثير من السياسيين العراقيين بداء الاستحواذ على الحبشكلات (الأموال) والتغافل عن الهدف الأسمى،  وهو المشروع الوطني،  والإنساني،  والأخلاقي، وغير مبالين بالحفاظ على الأمانة الكبرى التي قلدهم اياها الشعب، وتغلب المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية، وجعلوا رواتبهم وامتيازاتهم لا يقبلها العقل وتفوق حتى الخيال، والقصور الفارهة وتامين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وأحفادهم لعدت عقود مستقبلا، وقد امتدت تلك الظاهرة السيئة الى اغلب طبقات المجتمع العراقي، واجتاحت جميع مفاصل الدولة والمؤسسات الحيوية والإنسانية، وصار أسلوب غير مستهجن ومن الأمور الطبيعية في الأوساط العامة.
إن ظاهرة الاستحواذ على الحبشكلات (الأموال ) أضحت شبح يهدد الجميع ويعيق تقدم البلاد،  سياسيا،  وحضاريا،  واقتصاديا، وامنيا، وتجعله يدور في دوامة الفساد الإداري والمالي.
فلابد من الوقوف أمام تلك الظاهرة سيئة الصيت،  والتي تبدأ من هرم البلاد بتخفيض الرواتب الرهيبة،  والغاء امتيازات وايفادات المسؤولين التي أخذت (الصاية والصرماية) وجعلت الشعب همه الوحيد الحصول على الحبشكلات،  وعلى الجميع محاربة الذات ومحاسبة النفس،  دينيا،  وإنسانيا،  وأخلاقيا،  في هذا الشهر الفضيل والذي دعينا فيه الى ضيافة الله تعالى…