يبدو أن المشهد أصبح أكثر وضوحاً، بعد الإجتماع الذي عقد في فندق بابل يوم 19 \8\ 2018م، بين سائرون والحكمة والنصر والوطنية، وحراك على أشده في جوانب، وبان إنقسام القوى الى فريقين واضحين، ومجموعة قوى لم تشكل فريق أو لم تحدد الى أي الفريقين ستتجه.
مصادقة المحكمة الإتحادية حددت سقفاً أقصاه 3\9\2018م، وخلال هذه الفترة الوقت يداهم القوى لحسم خياراتها.
أصبحت القوى السياسية بعد مصادقة المحكمة، أرقام وأسماء مجردة، لا فرد فيهم يختلف عن الآخر سوى بما ستنتجه التحالفات أن كانت وطنية أو شخصية، وسقط الماضي لتبدأ صفحة جديدة بيضاء يطويها الموقع وتغلفها الحصانة، والجديد محاولات للإبتعاد عن التجارب السابقة، وتقارب بين قوى كانت في قمة التنافر، كانت إتهمت بعضها بالعنصرية والطائفية والتطرف، ونعت من يقترب من طرف من هؤلاء منبطحاً وفق مصطلح من يعتبرون أن الإنبطاح الآن حان أوانه.
يدخل مفهوم آخر لتبرير التقارب بين المتنافرين بأسم تحالف الشجعان، بين الأطراف التي كانت سبب لإفتعال الأزمات المصطنعة، والتحريض القومي والطائفي، والتشجيع على الإرهاب والإيغال في المال العام، ولم يعد العراقيون يميزون بين الفاسد والنزيه، ومن تورط بالإرهاب والبريء، ومن يحرض على تفكيك وحدة العراق، حرصاً على مصالح شخصية أو تحريك من قوى خارجية.
هكذا الشعب يعيش دوامة التناقضات، وعليه الإنصياع للإعلام السياسي، ليعادي ما يعادون، ويرضى عن ما يرضون، ويتهم المخالفين.
من العيب السياسي، تلك الأنا وإفتعال الأزمات والتصعيد، كسبيل لكسب سياسي غير مشروع، وإرضاء أطراف شعبية مضحوك عليها بالشعارات دون شعور بحاجة البلد، ومن العار أن تبني قوة سياسية مجدها بالكذب لإدامة الفساد بإسقاط غيرها، وهدم كل مشروع من شأنه النهوض بالعراق من وحل السياسة الأنانية، وحان وقت الإنبطاح والتنازل والتراضي والإستثناءات، حان وقت تقاسم الكعكة ونهب المناصب، وبدأ بالفعل العمل على تفكيك العراق وتفكيك قواها لتستأسد لقوى لإفتراس الحكم والشعب، وبمنظورهم أن الشجاعة بتعدد الطرق المتلوية للإستيلاء على الحكم.