ها هي السنين والأعوام تمر مثل غيرها ولم يتبدل شيء بل انحدر الوضع الى أسوأ . هذا هو حال العراق اليوم ، لقد مللنا حتى من الكتابة والتحليل لانه لم يعد يجدي نفعاً ، فحتى امهر المحللين والمفكرين وكل اصحاب العقول وقفوا عاجزين عن وصف حال العراق او ايجاد حل لمصيبته ، لأنه وبكل بساطة الامور لم تعد بحاجة الى تحليل وتفكير ، فكل العراقيين اصبحوا يعلمون ان ما يدور حولهم وما يجري عليهم من ويلات هو ببساطة ( لعبة سياسية ) ! .
فجميع الساسة اليوم هم في خانة واحدة ، اما فاسد او مرتشي او سارق او ظالم او محتال ، الى اخر العناوين التي اصابتنا بالغثيان من كثرة سماعها من الساسة أنفسهم بعد ان وصلت اللعبة ( السياسية) الى مراحلها الاخيرة بالتراشق العلني بين الاحزاب والكتل وتبادل الاتهامات بالفساد والارهاب والتصفيات ، والنتيجة واضحة وهي ان من يخلق الازمات هم انفسهم الساسة ابتداءً من الوضع الامني الى الحصة التموينية ومرورا بفساد صفقة الاسلحة وانتهاءً بعمليات دجلة ، فكل هذه الملفات وما قبلها وما بعدها تقف ورائها كتل واحزاب وشخصيات تحركها دول واجهزة ومنظمات ، قد فهمها الشعب العراقي واستوعبها جيداً ولكن ، ماذا بعد ذلك ؟ ماذا ينتظر العراقيون وفيما سكوتهم ؟ هل يتفرجون على انفسهم وهم يُذبحون ! هل يتفرجون على انفسهم وهم يُسرقون وتنهب ثرواتهم ؟ هل سيبقون يتفرجون والسلطة تسحق كرامتهم كل يوم وتتلاعب بمشاعرهم ومصيرهم ؟؟
فليتعلموا قليلاً من الشعوب الاخرى كيف وقفت وتقف ضد جلاديها وظالميها ولم يكتفوا بذلك بل ويسعون في ساحات (تحريرهم ) كل يوم من اجل ان لا يستهين بهم الحاكم ولا يستغفلهم .
بينما شعبنا العراقي لا زال يستجدي من حكومته عسى ان تتكرم عليه وتوفر له شيئاً من الكهرباء او الوقود او الحصة ، حقا انه شعب بائس ويستحق كل ما جرى له بعد ان فقد بوصلة الحياة وحرم نفسه من العيش بكرامة …