22 نوفمبر، 2024 11:29 م
Search
Close this search box.

حاملو النقائض

تنتظر المجتمعات غير العملية، هبة الارض؛ كي تعيش، من ريع الثروات، مستعينة بشركات عالمية تستخرجها، لتبيعها وتأكل من ريعها! لا تمتلك عقولا منهجية ترتقي بواقعها وتطور من حياتها مدخلة الثروات في منظومات تصنيع، بدل بيعها خاما ليصنعها الآخرون ويعيدونها إليهم بأضعاف سعر شرائها خاما.

لا تحسن الشعوب الريعية.. من اليد الى الفم.. سوى الاقتتال العشائري والمذهبي، يفتعله لها المحيط المستفيد؛ ويقنعها بأنه قتال مقدس، فتستجيب مبددة ثرواتها في الانفاق على حروب أهلية.. مستترة او معلنة.. لا فرق بين السر والعلن، ما دام كلاهما يستنزف الدم والمال والشرف!

الحروب المفتعلة تستنزف شرفا، بدليل ايزيديات العراق وحدهن تعرضن الى سبي جماعي، وليس بنات دولة مستقرة.

فالشعوب القاصرة عن إيجاد منهج لتطوير بنيتها الاقتصادية إعتمادا على الثروات المتوفرة لديها؛ تنشغل عادة بأنواع مبتكرة من الصرعات اللا مجدية، تبدد وجودها رئاء الناس ” كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ” 176 الاعراف، و”كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا” 5 الجمعة.

ورئاء.. قاموسيا، تعني الانسان الذي يجعل نفسه فرجة للآخرين يتعظون ببلواه.. وهذا حاصل فعلا، في الفيديو الذي إشتهر على مواقع التواصل الاجتماعي، للشرطية التي تقدمت نحو المتظاهرين الفرنسيين في باريس، تخاطبهم: “هل تريدوننا أن نصبح مثل العرب.. أموالهم تهدر ونساؤهم تسبى وشبابهم يهاجرون غرقى في البحر”.

الاموال الواردة من بيع الثروات خاما، يمكن ان تعود بأضعاف مضاعفة لو صنعناها، لكننا مع الاسف منشغلون بالحقد العشائري والمناطقي والقومي والمذهبي، عن التركيز على نعم الله في ارضنا، بأنواعها.. النفط والغاز والزراعة والسياحة والزجاج والفوسفات والحديد والذهب واليورانيوم والزئبق والماء والايدي العاملة والعقول الاكاديمية…

كل هذا الثراء نفرط به، نظير ان نثبت أن هذه الفئة أفضل من تلك، ثم ماذا.. بعد فض الاشتباك.. كم دواء للسرطان تحقق أفضلية إحداها على الأخرى، وكم جائعا تطعم وكم عاريا تكسو وكم مشردا تأوي؟

بينما الشركات تستلبنا ثرواتنا بثمن بخس وتعيدها لنا مصنعة بأسعار باهظة تذبح الطير “قتلتنا الردة.. قتلنا أن الواحد يحمل في الداخل ضده” بدليل دول الفائض الاقتصادي اسست مناهج عمل جعلتها فوق اقتصاد العالم، ونحن ما زلنا نعتمد سياق عيش مما قبل التدجين “من اليد الى الفم” عندما كان الانسان يقطف من بساتين الطبيعة ويأكل.. نبيع نفط ولا نأكل…

دول من دون ثروات دخل الفرد فيها اعلى من دخل العراقي مالك آخر برميل نفط في العالم؛ لأن فيها عقولا مؤمنة بوطنيتها ومخلصة لشعبها، تمنهج الوفورات.. على قلتها.. فتتعاظم ببركة الله ووعي الشعب ونزاهة القائمين إدارة الدولة.

منطقة المرفقات

أحدث المقالات