ودعت الأقدار في اليومين الماضيين إحد نجوم الصحافة العراقية ومن مبدعيها المتألقين في الكتابة الساخرة والتراث الشعبي،الأ وهو الزميل حامد الحمراني..وخسرت صاحبة الجلالة إحد كواكبها المعطاء ضمن مسيرتها الحافلة بكل ما يرفع الرأس زهوا وكبرياء.
ومن محاسن القدر أن الزميل المرحوم حامد الحمراني قد عمل معنا قبل أكثر من عشر سنوات في أقسام التحرير بجريدة الدستور ، وقد أثرى الصحافة العراقية بالكثير من المقالات الصحفية التي تعبر عن توقه للحرية والتعددية وحرية الرأي ودافع الرجل عنها في مناسبات كثيرة، من أجل أن ينتصر للكلمة ويحافظ عليها من أن تتعرض للإمتهان.
كان الرجل في غاية الخلق وحسن المعشر مع كل الزملاء ، وتراه مبتسما على الدوام، وهو بسيط في تعامله مع الجميع ، ومعروف بحسجته في السلام على الزملاء وقولته المعروفة : (يمعودين السلام عليكم).. ويعرف عنه الكثيرون تلك السمات المحببة في شخصيته ، الى أن توفته الاٌقدار وحملته الى مثواه الأخير في جنات الخلد ..
ألف الف رحمة على روحك أيها الحمراني الكبير في خلقك وعلمك وتعاملك ، حتى تركت لنا كل هذا الأثر الطيب الذي يتفاخر به الكثيرون ممن عاشرك وعمل معك من الزملاء في مختلف المنابر الصحفية التي عملت فيها.
لم يترك جريدة أو إذاعة الا وترى له مقالا هنا أو هناك ، بروح الدعابة التي نعرفها عنه، وبروح صادقة التعبير عن الإحساس الإنساني الرفيع في أبهى معانيه.
وما عسانا أن نودع أخا وزميلا وصديقا عاشرناه لسنوات، وكان آخر لقاء جمعنا به قبل أسابيع في نقابة الصحفيين العراقيين لغرض تجديد هوية النقابة وملء إستمارة المنحة.
لا نقول وداعا أيها الحمراني العراقي الأصيل..فقد أثريت في ساحة السلطة الرابعة من وهج كتاباتك وفلمك الساخر الجميل فأبدعت أيما إبداع..وأنت الصوت الوطني العراقي المتفائل بالإنسان وبدوره في صنع غده ومستقبله ، وفي أن يكون الصحفي وقلمه وسيلة للدفاع عن قيم الوطن والحرية والعدالة ،وكل ما ينتصر للإنسان ويعلي من قيمه وشرف المسؤولية الملقاة على عاتقه ضمن مسيرة حياته المكللة بالغار.
رحم الله زميلنا الكاتب والصحفي والإنسان الكبير وصاحب الخلق الرفيع حامد الحمراني..ودعاؤنا أن يتغمده الباري بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته ويلهم عائلته وزملاءه الصبر والسلوان ..إنه نعم المولى ونعم النصير.