لطالما حذرنا وحذر الكثيرون من السياسات الطائفية الغبية التي انتهجتها الطبقة السياسية الشيعية في العراق، وابلغناهم اكثر من مرة انكم تجازفون بمستقبل الشيعة كأقلية بالنسبة للامة الاسلامية.
ورغم الرسائل الكثيرة التي مررت الى هذه الطبقة سواءً من قبل المجتمع الدولي، او من الدول العربية، التي حذرت من خلالها الساسة الشيعة من مغبة الاستمرار بسياستهم الاقصائية لسنة العراق والظلم المفرط الذي لحق بهم خلال سنوات حكمهم للبلاد منذ 2003، فضلاً عن ادارتهم المتطرفة والطائفية للبلاد، والتي كبدتنا خسائر كثيرة وافقدتنا الثقة بشركاء الوطن الواحد!
وتسعفني ذاكرتي بحادثة جرت في صيف 2012، تؤكد ما اسلفت، ففي يوم كنت جالساً مع شخصيات قريبة من القرار السياسي الشيعي، وهمست لهم بان سعادتهم لن تدوم، وقلت لهم بالنص انكم فرحون الان بسياسة المالكي وقسوته المفرطة مع السنة، التي ستكون وبالاً على الشيعة، فالمالكي وان اراد ان يغتنم فرصة الثأر المقيتة، الا انه لم يدرك انه غامر بمستقبل الشيعة وربما ستسبب سياسته بفقدان الشيعة لحكم العراق، ما يرجعهم الى دهاليز المعارضة والعمل السري الذي اعتاده الشيعة على مر الاجيال.
وبعد تأمل في كل الاحداث والتغييرات التي مرت بها التجربة السياسية بعد عام ٢٠٠٣، اكتشفت ان المشكلة ليست فقط تكمن بعقلية الحكام الشيعة، بل هناك مشكلة حقيقية تكمن في الموروث الديني الشيعي والتاريخ الذي كتب في الزنازين والاقبية والذي يحمل عقد كثيرة تجعل اتباعه مكبلين بعقد لا تؤهلهم لبناء دولة قوية تضم الجميع.
واذا ما علمنا ان جميع من تصدى للحكم في العراق من الشيعة هم يمثلون توجهات دينية متشددة، لذلك لا يمكن وبحسب اعتقادي ان ينجح اي حزب او حركة شيعية ذات طابع ديني بحكم العراق او اي دولة.
وارى ان الوقت قد ازف امام الشيعة فهم امام خيارين، اما ان يخسروا حكم العراق او ان ينبذوا كل الاحزاب الدينية ويتخلصوا من سطوة ايران بعودتهم الى محيطهم العربي الكبير.
وبالمقابل نجد ان السعودية استطاعت ان تتخلص من ترددها وبدأت تلعب دوراً ريادياً في المنطقة خصوصا وانها اليوم تعد اقوى الدول العربية من الناحية التسليحية بعد عودة علاقاتها بشكل سريع وقوي مع تركيا، ولا نغفل نفوذاها على مصر التي ستلعب الدور الاقوى في المشهد الاقليمي.
وهنا يفرض علينا الواقع سؤالاً، هل يستطيع المجتمع الشيعي في العراق التخلص من التنويم المغناطيسي الذي مارسته عليه ايران وان يعود لعروبته قبل فوات الاوان.