كتبت فيما مضى أكثر من مقالة اشيد بها على دور السيد وزير العدل معتبرا أن هذا الرجل أقرب من الكثير من وزراءنا إلى الإنسانية ولي في هذا الشأن آراء كثيرة جاءت عن قناعة بعد أن تحققت منها من أصدقاء لي لهم سجناء في سجون وزارة العدل ، لكن للأسف قراءنا الافاضل بمجرد أن نمتدح احد المسؤولين سنرى العجب في الردود التي تنتقد ما نكتب وكأننا تجاوزنا الخط الاحمر للأخلاق ، آخر منقبة تسجل لوزارة العدل هي موافقة ادارة سجن بادوش على اجراء عقد القران لاحد النزلاء من سجينة بعد ان وافقت الوزارة متمثلة بالسيد الوزير وتم صرف مبلغ مادي مناسب في محاولة من الوازرة اعادة تأهيل هذا السجين ودمجه في المجتمع الطبيعي ليكون انسانا سويا بعد اتمامه المدة المقررة من المحكومية ، حيث نقلت قناة العراقية تقريرا عن هذا الحدث الذي يعتبر الاول في سجون العراق وعلى مدى العقود المنصرمة فالسجن كما نعلم هو مكان للحبس بعد ان يدان المتهم من قبل المحاكم ويتم اقرار الحكم بحق المتهم ، إن هذه الحادثة هي فاتحة خير وترجمة اصيلة لمبادئ الديمقراطية وللإنسانية الحقيقة ، إذ انفردت بها وزارة العدل العراقية من بين كل وزارات العدل العربية وسجون الشرق الاوسط .
من هذا المنبر نبارك الجهود التي ساهمت بهذا الحدث العظيم من معالي الوزير وإلى أصغر موظف في سجن بادوش ومعهم الاستاذ حيدر السعدي الناطق الرسمي للوزارة بما يحمل هذا الخبر في طياته الخير ويلعن الطائفية وبنفس الوقت يبشر شبابنا المغرر بهم برسالة تقول انكم ابناء هذا البلد وستبقون ابناء دجلة والفرات والخير قادم لكل العراقيين عندما يرص الصفوف ابناء دجلة والفرات وبلدكم ينتظركم لتساهموا في بناءه بعد أن دمره الارهابيون والظلاميون .