23 ديسمبر، 2024 5:08 ص

في طريقي المعتاد من البيت الى الدائرة التي اعمل فيها،لفت انتباهي في احد الشوارع وجود رجل مسن قد تجاوز السبعين عاما، وهو يدفع بعربة من تلك التي يستخدمها عمال البناء، حيث يقوم بجمع النفايات والأوساخ من امام الدور السكنية الواقعة في المنطقة السكنية التي يقع فيها ذلك الشارع،ثم ينقلها الى اقرب حاوية نفايات،ويظهر انه يقوم بذلك لقاء مساعدات بسيطة من اهل المنطقة، وكلما كان مرورنا من ذلك الشارع اعتدنا ان نرى ذلك الرجل وقد حنى الدهر ظهره دائبا في عمله هذا ومنظره وهو يتصبب عرقا من شدة التعب والإعياء يثير الشفقة ،ويجعل الصخر الاصم يتأوه الما وحسرة .اثار المنظر اسئلة كثيرة في نفسي  لعل بعضها يحتاج الى اجابة مقنعة. ألا يستحق من هو بعمر هذا الرجل وحالته هذه ان تنتشله ايدي اصحاب القرار وتجعله يعيش بكرامة بقية سنوات عمره؟ كم حالة لدينا تشبه  هذه الحالة ؟ لو بحثنا عنها لوجدنا عشرات ان لم نقل المئات نمر عليها مرور الكرام. قد يطالبني البعض بأوصاف الرجل واسم المنطقة والشارع ..الخ ،وهذا غير مهم بقدر اهمية الاشارة الى حالة من حالات تتكرر هنا وهناك ونحن نرى هؤلاء الذين رمتهم الاقدار والظروف في الطرقات والأسواق والأزقة ،هؤلاء مواطنون ينتمون لهذا التراب ، هؤلاء من ابناء جلدتنا ،لهم كل ماللمواطنة من حقوق لايختلفون عنا بشيء سوى فقدان الفرص التي تساعدهم ليعيشوا حياة طبيعية كما يعيشها الاخرون فأصبحوا بهذا الحال نتيجة الظروف المختلفة والأحوال المتقلبة.مطلوب منا كأفراد،وهيئات اجتماعية،ومؤسسات دينية ومدنية ، فضلا عن جهات الدولة المعنية احتضان هؤلاء ورعايتهم ومد يد العون والمساعدة لهم وانتشالهم من واقعهم المزري .قد تكون هناك اجراءات من هذه الجهة او تلك لكنها لاترقى الى المستوى المطلوب. خيرات بلدنا كثيرة،وثرواته كبيرة،وخيمته تتسع لجميع ابناءه.والله الموفق