على ما يبدو ان العراق متجه الى الهاوية من جديد وكل الادلة تدل على ان العراق يمر بمأزق خطر وحساس وفي غاية الاهمية ،كان من المفروض تكاتف الجميع من اجل اخراج البلد من حالة الخطاب الطائفي والقومي والمذهبي الذي عاد من جديد ليتصدر عناوين القنوات الطائفية والمأجورة التي تطبل باليوم الف مرة لكل حادث مهما كان بالعراق ،المهم ان تعود الحرب الطائفية وان تعود ايام الاقتتال من جديد سني يقتل شيعي وشيعي يقتل السني وتفجيرات ،وتفجير مساجد وحسينيات ،كل هذه الاحداث قابلة في ظل الظروف الحالية التي يعيشها العراق اليوم ،طبعا بوادر هذه الحرب ظاهرة للعيان منذ بداية السنة
والأحداث التي حدثت تدل على ان ايام الظلام اتية لا محال
طبعا بداية الاحداث كانت مطالب جماهيرية عراقية مجتمعة
من خلال ازمة الفيضانات التي حدثت في بغداد وباقي محافظات العراق كافة لان التقصير كان حكومي مئة بالمائة
وبامتياز حكومي للمشاريع الفاسدة .
طبعا الاهمال الحكومي للشعب العراقي كانت تنذر بنذير الخروج بمطالب جماهيرية مشروعة في اية لحظة ،وأيضا
اعضاء البرلمان او شعب الله المختار كانوا (ملتهين بنفسهم وبسيارتهم وبالملاين الي بمصارف الدول الخليجية ولندن )
فكان الشعب العراقي اخر ما يفكرون به لأنهم لا يفكرون اصلا بشعب اسمه العراق .
لكن السياسيون كانوا اكثر ذكاء من الجماهير العراقية التي بدأت تعي حجم اكاذيب ووعود هؤلاء القوم القادمون من خارج العراق فهم غير عراقيون لأنهم ما زالوا يملكون جوازات سفر اوربية وأمريكية اي انهم خارج لعبة الجماهير العراقية الشريفة .
فكان ذكاء هؤلاء القوم الخارجون من رحمة الله ورسول الله انهم يفكرون كما يفكر ابليس الملعون ،فكانت فكرة تشتيت الشعب العراقي والعودة بهم الى حالة الاقتتال الطائفي مع قرب الانتخابات في مجلس المحافظات والآقضية والنواحي فكانت فكرة تشتيت الافكار العراقية الشريفة من جديد ،ولما لا فهي فكرة تعود بالعراق الى المربع الطائفي الشيعي ينتخب شيعي حتى لو كان (مو خوش ادمي)والسني ينتخب سني (احسن من الشيعي)والكردي لازم ينتخب كردي من اجل المحافظة على القومية الكردية (لأنها مهددة بالزوال)
وعلى هل الحال تمشي الامور كما يشتهي السياسيون الفاشلون ،فكانت النتيجة مطابقة لخططهم الشريرة خروج تظاهرات سنية وفي المناطق السنية فقط ،اما المناطق الشيعية فكانت وكما متوقع ،خروج بتظاهرات مؤيدة للحكومة !
اذن الى هذه اللحظة خطط السياسيون تسير كما تشتهي انفسهم ،تشتيت اللحمة الوطنية ،عودة الطائفية ،الهروب من مسؤولية الاخفاقات السابقة ،كل هذه انجازات جبارة للقادة العراقيون ،وطبعا الخاسر الاكبر من كل هذا هو الشعب العراقي الذي انجر خلف هولاء الناس الطائفيون ،ومن نتائج المكاسب الاخرة للسياسيين العراقيين هو عودة لغة القتل ما بين الشعب العراقي وقوات الجيش العراقي ،فكانت احداث الفلوجة خير دليل على كلامي اناس مندسون وسط المتظاهرين اشعلوا نار الفتنة ،وخرجوا سالمين اما الخاسر الاكبر هم ابناء الشعب العراقي ،كل هذه الاحداث وأحداث تفجيرات طوز خورماتو الى احداث القتل العشوائي وعودتها من جديد تنذر بكارثة حقيقة الخاسر فيها هو العراق وأبناء العراق ،وليس القادة السياسيون او اعضاء البرلمان المحصنون من كل خطر محدق بهم .
هي رسالة من عراقي يحب العراقي ليس سني او شيعي او كردي او مسيحي بل عراقي وعراقي وبس ،دعوة جادة ومخلصة من اجل العراق دعونا نترك اصوات الطبول الداعية الى الحرب الطائفية من جديد ،دعونا نقف وقفة واحدة بوجههم ونمنعهم من تكرار التجربة المظلمة من الحرب الطائفية ،دعونا نفوت الفرصة على اشباه الرجال ،ونقول لهم بصوت واحد نعم للعراق،نعم لوحدة العراق ،نعم للشعب العراقي الواحد من الشمال الى الجنوب ،ونقول لهم بصوت واحد وعالي كلا كلا طائفية نعم نعم للوطنية .