23 ديسمبر، 2024 1:30 ص

حالة المرض ، مَذلّة واحياناً أهانة

حالة المرض ، مَذلّة واحياناً أهانة

بعيداً عن الافكار الغيبية التي تقول ان المرض أبتلاء ألهي وان فيه أجراً للمريض لقاء مرضه وانه اختبار للصبر والأيمان ، يبقى المرض حالة عجز وضعف وحاجة للمساعدة من الآخرين واستعانة بالادوية الخ..
حاجة الشخص للعون فيها نوع من الإذلال ، في نظري على الأقل، الخضوع لمشيئة وتشخيص الطبيب واوامره ونواهيه والتي قد لاتكون قائمة على اساس سليم ( كثيراً ما يُخطيء الاطباء) تمثل سلباً للأرادة وتقييداً لحرية التصرف..
احياناً يتجرأ الطبيب على زجر المريض لأنه لم يلتزم او انه أكل الطعام الخاطيء او انه يدخن او يشرب الخ…
يتعامل مع المريض كما لو كان طفلاً يحتاج الى تربية ويتصرف معه بنوع من التنمر !!!بغض النظر عن وضع المريض العلمي والمهني والعائلي.
يوصي أهل المريض ، بحضور المريض ، بضرورة التأكد من تناوله للدواء والطعام الصحيح ومنعه من التدخين او الخروج خارج البيت ..
احياناً يتجرأ الطبيب على نزع كل ألقاب وعناوين المريض ويناديه باسمه المجرد ( انه مريض وبالتالي يتم تجريده من حقوقه المدنية)…
احياناً ، تقتضي الحالة المرضية خلع ملابس المريض كلّاً او جزءاً لغرض الفحص ، وبذلك تُنتَهك خصوصيته وقد تكون الممرضة الى جانب الطبيب للمساعدة ، وبذلك تكتمل حفلة الفرجة والانتهاك !!!
بعض الأمراض تقتضي انتهاكات من نوع خاص ومخزي !!!
قد يسأل الطبيب مريضه أسئلة خاصة،
وعلى المريض الأجابة بصدق حتى لو كانت الاسئلة محرجة.
بعض الامراض تترك عاهة او عجز مستديم ولاتسمح للانسان باستخدام جسمه بالكامل ، فيصبح معوزاً ابدياً ويظل في حاجة الناس ، وذلك مُذِل حتى لو كانوا أهله …
انه حالة افتقار ، بل هو شكل من أشكال الفقر طالما ان الفقر يعرّف بكونه : افتقاد او غياب شيءٍ ما
lackness of something
الافتقار الى الصحة فقر شديد ومراجعة الطبيب تعني العوز …
الانتظار امام غرفة الطبيب الى جانب باقي المرضى الذين يتألم بعضهم وبعضهم يجلس بانكسار وخوف لانه لايدري احياناً طبيعة مرضه ويخشى ان يكتشف الطبيب مصيبة تعبث بجسمه وهو لايشعر …
المريض في الانگليزية يسمى patient
وهي تعني “الصابر”!!!
صبر على الألم وصبر على الدواء وصبر
على الحرمان وصبر على هتك الخصوصية وكشف الاسرار …
للأسف ليس كل الاطباء ملتزمون باخلاق المهنة ethics of job
وهنالك مالايحصى من حكايات عن اطباء وصل بهم الأمر الى حد قتل مرضاهم عن طريق عقاقير سامة او لاتلائمهم وفعلوا ذلك عَمداً !!!
بعضهم باع اسرار مرضاه وبعضهم يتعاون مع الاجهزة الامنية ( ليس لدينا فقط بل في معظم دول العالم)..
ونحن نذهب ونسلّم ارواحنا بيد هؤلاء السادة …