كثيرا ما نرى حكاما في جميع البلدان وغالبا العربية منها حكام يتسبدون على شعوبهم بدل من ان يكونوا خداما لهم ، حتى تصل بيهم احلامهم الى ان يتخيلوا انفسهم كانصاف الهة عائدين بذلك الى العصور القديمة التي كان فيها الشعوب يعتبر قائده الهة يطيع جميع اوامرها ويقتدي بها بكل شي كما هو الحال لدى الفراعنة حيث كانت معصية الحاكم تعتبر معصية للالهة .
الا ان الحكام الفراعنة تمكنوا من بناء حضارة عريقية حيرت العالم الى وقتنا هذا بالطرق الهندسية التي ابدع فيها الانسان ، وهنا نقول ان هكذا حكام يستحقون الطاعة .
وفي العراق وحضارة وادي الرافدين جاء كلكامش المرحارب العظيم والذي انقلب على شعبه حين تسيدهم ونشر الظللم والاستبداد بالراي وعاقب من عارضه ( كما هو حال جميــــــع حكامنا ) حتى ارسلت له الالهة ندا يقاتله ويعرفه باخطائه وظلمه لشعبه ليصنع ملحمة عظمية وقف لها الادب العربي والغربي وقفة اجلالا واحتراما لعبرها التي نشرها على مر التاريخ من خلال ايقان الانسان بان الخلود يكون بالعمل الصالح لا بالظلم والاستبداد .
وجاء التاريخ الحديث للعراق العظيم والذي توافد عليه عشرات الرؤساء والقادة من الدرجة الاولى وقادة من الساسة وانتهج عددا منهم نهج الدكتاتورية والتسلط بالراي والاستبداد حتى جعلوا العراقيين يتمنوا لو عادوا الى عهد من سبقه بالحكم .
نحن نريد حاكما قنا لشعبة اي ( عبدا ) لهم لايستخدمهم كالعبيد وكدروع بشرية وكصفقات سياسية نحن نريد من يعيد الينا امجادنا القديمة وحضاراتنا التي تعبتبر منبرا الى الاقوام الاخرى ونحن لاندك ونعي مدا اهميتها ان نرتقي بمسلة حمورابي وعلم نبوخذ نصر وغيرهم من الملوك العظام الذي اسسوا للعراق قادة متينة وحضارة عريقة وبنوا مجدا ليس له مثيل في البلدان الاخرى .
وما يثير الدهشة في النفوس ان الاساطير جميعها تصل الى عبرة واحدة هدفها تقوم شخص الانسان من خلال عمله الا ان ساستنا لا يعتبرون من اي شي
فلا القتل والتفخيخ والجوع ودموع الامهات وتشرد الاطفال وتدهور اقتصاد البلاد يحركم فيهم ساكننا مذا فعلوا لهذا الشعب لقد اوصلونا الى مرحلة ملت كلمات العتاب والنقد واللوم من الحديث عنهم ونأت الاحرف بذكر اسمائهم .
ان كثرة النكبات لتي تعرض لها العراق قد خلف وقعا مؤثرا في نفوس ابناء الشعب العراقي حتى وصل بهم الى الانهيار لان العراقيين كانوا اقوياء واعزاء وان حربهم مع عدو قاهر جبار والمتمثل بالمحاصصة الطائفية التي هشمت وحدة البلاد وجعلت منه صيدا سهلا لضعاف النفوس من التنظيمات الارهابية الحديثة التي تدعي الدين ولا تمت له بصلة وصلت بالعراق ليكون ساحة لتصفية الحسابات واوقعوه بدوامة حروب لايعرف من اي اتجاه مخرجها .
فقد تعبنا من تمثيل دور العبيد حتى اننا ايقنا ان المقوله الشهيرة ( ارحموا عزيز قوم ذل ) قد قيلت بحق العراقيين وحدهم .
ان هذا الوضع المزري الذي يعشيه ابناء العراق قد حال دون بناء بلدهم وبناء ذاتهم حيث وصل بنا الى ان لغة القتل والمجازر والتفجيرات والموت بالجملة قد وصلت الى ابنائنا ليتحدثوا بها ويتقنوا معانيها ويفهمونها جيدا .
هذا هو حالنا وهذه هي حيتنا وهذه لمحة صغيرة عن المساة التي يعشها العراق فنحن لا نعرف الى اي مكان سترسوا سفننا نحن الان نشهد دمارا كاملا لبلدنا الا اننا عاجزين عن ان نبدي اي تغير فحالنا فالعين بصير واليد قصيرة .