22 ديسمبر، 2024 8:41 م

حارس الأقليم ورجل الحلول

حارس الأقليم ورجل الحلول

ان تكون شاعرا او روائيا او فنانا او فيسلوفا وتكتب عن السلطة فهذا شيء يحتاج الى حزمة تبريرات لقرائك ومتابعيك خشية من احتراق اسمك ، ذلك ان علاقة المثقف الحقيقي بالسلطة تظل قلقة على الدوام ،لايتعلق الامر باسباب مهمة ، يتعلق فقط بالعلاقة غير المتكافئة بين القصيدة والقلم والريشة والتفكيرمن جهة وبين عرش السلطة والمسدس من جهة أخرى ، لكنها علاقة قابلة للاصلاح عندما تتخلى السلطة عن فكرة الحروب وتتجه الى زراعة العدالة والحقوق والحريات والعمران والثقافة والفنون.وهذا مايحدث بالفعل في اقليم كوردستان ، حاكم حكيم وشعب نبيل.
نعم ،تحتاج الشعوب عند المحن الى قادة حكماء ،القائد الحكيم هو الذي يتبنى خطابا يعد بالامل اثناء المحن. الذين يرتعشون من الهلع ويعدون شعوبهم بالفناء العاجل هم ليسوا قادة بل انهم لايمكن ان يرعوا نعجتين ،فشل زعماء كثيرون بذريعة الشفافية في احتواء الكوارث ، رب الاسرة لايهزم!
في الشرق الاوسط المشتعل ،والحق يقال ، ثبت وجود ازمة حكام صلبون ،على الاقل امام شراهة جارين يحلمون باستعادة مجدهم الامبراطوري القديم ويهددون دائما بابتلاع خرائط الجيران ، وفي الشرق الاوسط المشتعل هناك ازمة قائد مخلّص وهناك جوع شعبي لحضور هذا المخلّص، الاقليم الكوردي – الجالس في زاوية قلقه يسمونها في الجغرافيا السياسية المثلث العراقي الايراني التركي – انجب حشد كبير من القادة المخلصين، فأغرى العالم بالانتباه اليه وبشغف كبير، بالاخص بعد ان منع داعش من كسر شبر من حدوده ،داعش الذي ابتلع ثلث دولة – ترسانتها مترفة بالطائرات والدبابات والمدافع والعتاد والدنانير – خلال يومين لااكثر.
مسعود بارزاني المناضل الكردي العتيد يجلس على قمة الجبل مستقبلا او مضيفا زعماء دول ووزراء وعسكريون كباروقناصل دول عظمى ، هم ياتون اليه ليصافحوه رغم انه اختار ا ن يكون مجرد مقاتل في البيشمركه، مسرور بارزاني رئيس حكومة الاقليم والنجل الاكبر للمناضل العتيد ، منشغلا على الدوام بترميم البيت الكوردي الداخلي، امنيا واقتصاديا وسياسيا،وضخ افواج جديدة من رجال الامن والمقاتلين والاطباء والمهندسين وافواج من المثقفين والفنانين برعايته الرصينة.
اما نيجيرفان بارزاني رئيس الاقليم فقد ورث عن ابيه وجده خصائل حميدة ومفيدة على الدوام ،الاصغاء الى الشارع حتى وان اختلفت التوجهات، والجلوس مع المعترضين على أمر يتعلق بتأخر رواتب مثلا، في الاقليم لم تقم اي تظاهرات سوى تلك المتعلقة بمسالة تاخر المرتبات في الجائحة الاقنصاديه، بالفعل يجلس نيجيرفان مع المتظاهرين ويهدأ غضبهم حتى ينسحبوا بهدوء ولكنه لايعود الى قصره ،يركب طائرته قاصدا بغداد ليتفاوض ويغازل الشركاء ولسان حاله يقول الم تقولو ان الكورد عراقيين ،اذن اعطوهم مرتباتهم ان كنتم صادقين ! فيبدأ شركاء الوطن بضخ الاموال المستحقة الى اربيل ، تنطلق الرواتب ويفرح الناس ويزداد حبهم للرئيس.
نيجيرفان بارزاني تتجول طائرته بين الدول ،ساعيا الى تمتين علاقة الكورد بسائر القوميات والمذاهب والطوائف ،وساعيا الى بث السلام وافهام العالم بان محاربة الارهاب لاتتتم بالرصاص وحده بل بمعالجة الاسباب التي اوجدته ،وساعيا الى حث الدول الى ضمان حقوق الكورد المسلوبة واعادة الخرائط الى اصحابها ، وساعيا الى رش المعطرات كلما وجد رائحة حرب ،وساعيا الى اصلاح ذات البين ، وساعيا الى كل مامن شأنه ان يصنع عالما آمنا وراكدا وسليما ماستطاع الى ذلك سبيلا.

ولان المدن تشبه ابنائها كما قيل ،الرئيس الكوردي نيجيرفان بارزاني اعارها صبره واشراقته وابتسامته المضيئة على الدوام، وتسجل له نشاطات فخمه احداها نجاحه في توفير مناخ للاستثمار والثقافة والطب والعلوم ،فعل لأقليمه مالم يفعله حشد من الزعماء لبلدانهم، ولأن نيجيرفان بارزاني رقم صعب في خارطة الشرق الادنى الحديث، يفرش السجاد الاحمر عند درج طائرته اينما هبطت وتعمل له بروتوكالات استقبال تليق بزعماء يعرفون قدر انفسهم عند شعوبهم وعند الاخرين ،يجلس الرئيس على كرسي وثير في صالات استقبال زعماء عظام واثقا وهادئا ورصينا فيما يرتبك رؤساء آخرين، تفرش دول العالم سجادها الاحمر عندما يزورها الرئيس نيجيرفان بارزاني ،ويقف الرئيس على منصة المؤتمر الصحفي المشترك مع مضيفه ويقول ان الحوار هو الحل السليم لكل المشاكل العالقة والجديدة ويقول لا يمكن التغني بالانتصار على “داعش” من دون الاقلاع عن السياسات التي سهلت ولادته.،يالها من حكمة بالغة من لدن قائد ينشد السلام للآخرين رغم وعورة الطريق،فكلما نضج او تبرعم او نما شيء في اربيل ،استعدت اربيل لتلقي ضربة غادرة، لكنها اربيل العصية من قبل ومن بعد ، مطفأة حرائقها وحرائق دول الجوار سريعة الاشتعال..
الاقليم الاخضر ينمو طبيعيا دون اسمدة عضوية ويتجمل دون مساحيق، ذلك ان المدن المشرقة لاتحتاج اكثر من وفاء وعزم وشجاعة واخلاص قادتها.
كوردستان، لاالكراهية تنمو في جبالها ولاالبغضاء تعيش،كل الورود تزهر في اربيل، تربة صالحة وماء عذب ، فيبدأ كل يوم ربيع الشعب الكوردي وربيع الرئيس نيجرفان حارس الأقليم ورجل الحلول وربيع حزبه وربيع المستثمروالسائح والمقيم وربيع كل عاقل رشيد.