لم يكن صديقا لي فحسب,,بل رفيق روح وفكر وثقافة وتاريخ من الملح والخبز والمعرفة ,,,
كنت اجالسه بطيب خاطر,,واسمع منه مالم اسمعه من احد ,,,
كان عارفا بالتاريخ والثقافة والصحافة الى حد يثير الدهشة والاعجاب,,,
وكان طيب القلب ومتسامحا ,,وكل من يجالسه يحبه ويشعر بانه قريب لنفسه,,,
كنت اختلف معه في الرأي,,,فلايتعصب ولاينفر مني,,,
وحينما نتفق على رأي كان يحاول ان يجعلني اشعر بان ذو امكانية عالية في فن الاقناع ,,,رغم انه يفوقني في شتى المجالات والميادين من ناحية المعلومة والثراء المعرفي,,
ولعل اكثر شيء كان يثير اعجابي في شخصيته هو التواضع والبساطة في كل شيء ,,,حتى انه كاد ينسى بانه جنرال عسكري كبير في الجيش العراقي الاصلي,,فكان يمازحني وياكل معي في نفس الطاولة ويستمع الي كانني الاستاذ وهو التلميذ,,,
وكان منفتحا ومرنا وسمجا الى درجة انني احببته من كل قلبي,,,وكنت ارغب في الجلوس معه لساعات طوال ,,,وانا الرجل الذي لايجالس احد الابصعوبة ,,,
لقد خسرناه ,,,
وانا الاكثر خسارة ,,,
فلم يعد لي صديق بمستوى ثقافته ومعرفته وسماحته,,,
لامن قريب ولامن بعيد,,,
وما يدهشني اكثر ان الموت دائما ما يختار الشرفاء والنجباء,,,
اما العارات ,,,فليس للموت من مجيب
يالها من مصيبة ؟؟؟؟