8 أبريل، 2024 7:46 م
Search
Close this search box.

حاربوا الخرافات قبل اجراء الأنتخابات

Facebook
Twitter
LinkedIn

الأنتخابات هي أحدى ركائز النظام الديمقراطي وليست الهدف له فاجراء الأنتخابات لا يعني ابدا وجود ديمقراطية. وقانون الأنتخابات يسمح لكل من بلغ الثامنة عشر بالأدلاء بصوته على اعتبار ان من بلغ هذه السن فهو راشد الا إذا كانت به عاهة عقلية كالمجنون وماشابه. ولكن الكثير من الناس يدلون بأصواتهم وهم أما تحت تأثير مخدر او رشوة أو جهل أو ضغط نفسي أو تهديد الى آخره. ولكن ما بالكم بأناس هم تحت تأثير الخرافات هل سيكونوا أحراراً بأعطاء صوتهم بصورة حرة؟ ان نجاح الأحزاب الدينية في انتخابات المحافظات وخاصة الجنوبية هو ثمرة عمل دؤوب قام به رجال الدين التابعين لهذه الأحزاب في نشر الخرافات بين الناس والسيطرة على عقولهم ثم دعوتهم لأنتخابهم بانقياد بسيط.

عادة ما تنتشر الخرافات بين الأميين وما أكثرهم في عراق اليوم، كما قد تنتشر الخرافات بواعز ديني أو عقائدي حتى وان كان ذلك الأنسان يقرأ ويكتب، وأتمنى أن يقوم أحد المختصين باحصائية لنرى كم من المتعلمين – حتى طبقة المعلمات مثلاً- يرتادون جلسات السحر والشعوذة التي بدأت تزدهر هذه الأيام بعد ان أختفت تقريباً في سبعينات القرن الماضي. أننا نواجه سرباً من الذين باعوا ضمائرهم وهم ينشرون الخرافة بين أبناء الوطن ولا يوجد من يوقفهم عند حدهم، ومن بين هؤلاء بعض المعممين من شتى الطوائف. والحقيقة فانه قبل إجراء حملة إنتخابات يجب أن يقوم المثقفون بحملة ضد الخرافات التي بلغت حداً لا يصدق. أسرد هنا واحدة من هذه الخرافات كمثال والتي يحتار المرء في أي توصيف يضعها.

لنبدأ بالحقائق العلمية التي لها علاقة بهذه الخرافة وهو الوقود النووي. عرفت المواد المشعة كاليورانيوم في بدايات القرن الماضي وأكتشفتها العالمة ماري كوري البولندية الأصل والفرنسية المنشأ ولم تكن الأشعاعات معروفة قبل ذلك. المقصود بالأشعاعات هنا هي اشعاعات الفا وبيتا وكاما. وأكثرها طاقة وأخطرها هي أشعة كاما التي تنتج من التفاعلات النووية في الذرات وقد أستخدمت هذه الأشعاعات لأول مرة كطاقة تدميرية في منتصف الأربعينات من القرن الماضي بشكل قنبلة ذرية ألقيت على اليابان وأنهت الحرب العالمية الثانية. كما ان توليد طاقة من البترول يحتاج الى قادح كعود الثقاب لبدء الأحتراق فان توليد طاقة من اليورانيوم يحتاج الى قادح يولد النيوترونات التي تقوم بصدم ذرات اليورانيوم وتوليد طاقة هائلة وتحول اليورانيوم الى ذرات اخرى. ويستمر تأثير المواد المشعة لسنوات عديدة وهي تسبب العاهات الخلقية حتى ولو كانت في تراكيز قليلة. وقد استخدمت الطاقة الهائلة المنبعثة من المواد المشعة لتوليد الطاقة الكهربائية ولكن تحت ظروف صارمة من العوازل كمادة الرصاص والكونكريت لمنع تسرب الأشعاعات الى الخارج، و خطورة المواد المشعة أصبحت معروفة حتى للجاهل.

الآن ما بالكم بهذه الخرافة التي أطلقها أحد المعممين المسمى محمد الفالي وهو يحدث مجموعة كبيرة من الناس في جلسة موعظة. هذا المعمم يعتبر بلدوزر للخرافات والكذب والتي تلقى أقبالاً من مستمعيه. يقص هذا المعمم على أتباعه أنه في أيام الدولة الصفوية (أي قبل 400 سنة) كان هناك سيد يدعى الشيخ البرائي أخترع مادة استخدمت في تسخين المياه في الحمامات العامة في إيران ويقول أنها استمرت طوال مئات السنين بتوفير الماء السخن للزبائن وأنه هو نفسه شهدها وأدركها قبل أربعين عاماً ( أي في السبعينات من القرن الماضي) عندما ذهب ليستحم في ذلك الحمام في إيران والناس لا تعرف من أين يأتي مصدر الطاقة الذي يقوم بتسخين الماء طوال كل هذه السنوات.  ويستمر البلدوزر المعمم … ولكن حدثت مأساة عندما علم الأنكليز في عهد الشاه بوجود هذا الحمام فقاموا بالحفر تحت الحمام فوجدوا ” شمعة ” مشتعلة باليوانيوم منذ مئات السنين فقاموا بإزالتها ومصادرتها ولم يعد الحمام ساخنا منذ ذلك اليوم. ما هي ردة الفعل التي تتوقعونها من الحشد الجالس أمامه هل رموه بالأحذية والنعل مثلاً؟ كلا … صاح الناس ” اللهم صلي على محمد وآل محمد ” فقال اعيدوها فصاح الجالسون بأعلى صوتهم مرة أخرى اللهم صلي على محمد وآل محمد. فانتعش بلدوزر الكذب ذلك وراح يشفط قدح الماء الذي بجانبه بعد أن علم أن خرافته قد أستقبلت باستحسان من إولئك الجهلة. كيف يطلب من هؤلاء الجهلة الذهاب الى صناديق الأنتخاب للأدلاء بأصواتهم وهل تصح الديمقراطية بوجود مثل هؤلاء الجهلة؟ إذا كان هؤلاء قد صدقوا بهذه الخرافة فلماذا لا يصدقوا هذا المعمم عندما يقول لهم إذهبوا وانتخبوا فلان الفلاني. ومن هو فلان؟ يقول لهم نفس هذا المعمم في حديث آخر انتخبوا كائناً من يكون حتى لو كان فاسداً أو سارقاً لا يهم لأن كل هذه المفاسد تمحى ما دام يؤمن بالولاية. ولهذا المعمم احاديث غريبة عجيبة على اليوتيوب. هذا المعمم بالتأكيد لا يعمل لوحده وهو غير معزول فهو بالتأكيد خريج احدى الحوزات الدينية ويتبع حالياُ الى احد المراجع ولذلك فقد اعطي صلاحية الجلوس على هذا المنبر ليكذب على الناس. ولكن السؤال كيف يطلب من هؤلاء الناس الجهلة الذهاب الى صناديق الأنتخاب وهم متسلحون بالخرافات وليس العقل؟

المطلوب من المثقفين شن حملة لكشف محمد الفالي وأمثاله الذين يلعبون بعقول الناس ويحولوهم الى أجساد بلا عقول ويقودهم كيفما شاؤا باسم الدين، وكل الدين والمذاهب بريئة منهم. الذين ينشرون هذه الخرافات من أي جهة كانوا هم مجرمون بحق المجتمع وهم أولى بعزلهم بعيداً عن الناس لأنهم ينشرون الخرافات والرذيلة باسم الدين وهذا هو الخطر الذي يداهم مجتمعنا اليوم. وقديما قيل لا حرية بدون توفير لقمة العيش، وهنا أقول لا ديمقراطية بدون التخلص من الخرافات.

واليكم الرابط لهذا المعمم وهو يشرح الأكتشاف النووي الخطير من قبل أحد السادة الصفويين ولله في خلقه شؤون ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

الرابط: https://www.facebook.com/photo.php?v=10151420327888992&set=vb.137342699628789&type=2&theater

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب